الصدفة يوم أمس ساقتني لأشهد ختام حفل بهيج ، المناسبة حفل وداع إلى مصطفى عثمان اسماعيل المغادر السودان لتولى مهام سفير جمهورية السودان في سويسرا . بلال موسى المغني وحوله العمائم والعصي مرتفعة والإبتسامات ضاوية على محيا الحضور والمشاركين في الحفل . من المعروف أنه في حفلات الوداع يجري السيناريو بالترتيب التالي :- - مقدمة الحفل بقراءة شىء من القرآن الكريم . - إلقاء كلمات تعدد مآثر المحتفى به وتسرد بعضا من تاريخه العملي ونشاطه الاجتماعي . - تقديم مغني ومطرب أو أكثر لهذه الليلة وغالبا يكون من نجوم الصالات أو حسب مكانة وأهمية موقع المحتفى به . - من أجل المزيد من التباهي يقوم المغني او المغنية بإدخال إسم الضيف أو قبيلته خلال الأغنية التي يتراقص على أنغامها الجميع وبالأمس أدخل موسى بلال كلمة (سويسرا) في الاغنية الختامية . (نظام بكش أو لزوم تكبير حجم العداد أو تحليل إستحقاقه ). جالت في خاطري وبعض ممن اتصلت بهم بعض التساؤلات نختصرها في التالي :- - في الخدمة المدنية أو حتى العسكرية يتدرج الموظف من الوظائف والرتب الدنيا صعودا ولم نرَ أنه قد حدث العكس وفي حالة المحتفى به فقد كان يوماً ما وزيراً للخارجية والآن هو فقط سفير !!! أليست هذه (Demotion ) تستدعي الحزن بدلا عن الإبتهاج . - في الخدمة المدنية أو حتى العسكرية عندما يصل المرء إلى سن الخامسة والستين فإنه يحال إلى المعاش وفي بعض البلدان من سن الستين تتم الإحالة إلى المعاش فكيف يتم تعيين موظف بلغ عمره الخامسة والستين عاماً وهو العمر الحقيقي للمذكور. - رأينا في الاحتفال عبدالرحمن سر الختم والذي شغل يوما ما وظيفة وزير الدفاع ثم واليا للجزيرة ثم انتهى به المطاف سفيرا . صلاح كرار عضو مجلس الثورة انتهى به المطاف سفيرا . الآن يلحق بركبهم مصطفى عثمان ، هل وظيفة السفير هي (الضلعة القصيرة) يقذف إليها كل غير مرغوب فيه وانتهى دوره ، فلماذا لا يحال الجميع إلى المعاش والشباب منتظرون دورهم للإمساك بالراية . - كمثال فقط كاميرون بعد نهاية خدمته من الميري بالاستقالة هم سيتم تعيينه سفيرا في أندنوسيا ؟ [email protected]