في صغري كنت اعتقد ان الرؤساء العرب من جنس اخر غير الجنس البشري و من كوكب اخر غير كوكبنا المثقوب اوزونه و تختلف تركيبتهم الفسيولوجية عن التركيبة البشرية كليا فهم لا يتبولون ولا يتغوطون ولا يضرطون ولا يمارسون الجنس ولا تجري عليهم سائر النقائص البشرية ، و لديهم من المقدرات و الامكانيات العلمية و الفكرية ما تجعل اينشتاين مجرد محدود ذكاء اذا ما قورن بهم ، وحازوا من الاخلاق الحميدة و الطباع النبيلة و الكمال الروحي ما تغبطهم عليه الملائكة . كبرنا و كبرت عقولنا رفقة اجسادنا فتبين لنا سذاجة ما كنا نعتقد و نفاق الاعلام العربي و المتملقين و اللاعقين و المطبلين و اصبحنا نعرف جيدا بشرية الرؤساء عربهم و عجمهم و التي قد تكون احيانا في اسفل درجات السلم البشري سلوكا و خلقا و ثقافة و معرفة . الرؤساء في عالم اليوم يبذلون كل ما بوسعهم لكي يظهروا في افضل هيئة ممكنة و يلتزمون باعراف و عادات بزوتوكولية صارمة في الازياء و الظهور و الخطابات و الاسلوب و المفردات و لخرق البروتوكول غالبا تأثير سلبي يتناسب مع جسامة الخرق . الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لم يبالي كثيرا بالاعرف البروتوكولية فتجده في احيان كثيرة يتجاوز الحدود التي يسمح بها البروتوكول في النقد و الشتم سهوا و عمدا و منها وصفه للثوار بانهم تحت تأثير المخدرات و حبوب الهلوسة و تسميتهم بالجرذان و تدخينه التيغ اثناء القمة العربية في تونس و مغادرته المفاجئة للجلسة . بيل كلينتون الرئيس الثاني و الاربعون للولايات المتحدةالامريكية استغل فترة بقائه في البيت الابيض في اصطياد الفتيات المتدربات العذراوات و كاد ان يفقد منصبه بعدما افتضح امره بصورة كارثية لولا لطف القدر . البابا بنديكيت السادس عشر كسر جميع المبادئ البابوبة الداعية للتسامح و تقليص هوة الخلاف و تصفير النزاعات و هاجم الاسلام بصورة غير مسؤولة كادت ان تحدث شرخ كبير لا تحمد عقباه لولا تدارك الرجل لها سريعا محاولا اصلاح ما افسدته . الرئيس الفلبيني المؤقت و المرشح الرئاسي الاوفر حظا رودريغو ماردريت تخطى كل الحدود بصورة فجة و هاجم جميع من ينتقد حملة الدولة على المجرمين و تجار المخدرات باسوأ الالفاظ فهو الذي وصف البابا فرانسيس الثاني بابن الساقطة و وصف الرئيس باراك اوباما بابن العاهرة . الرئيس عمر البشير الرئيس السابع للجمهورية السودانية و القائد الاعلى للقوات المسلحة و قوات الشرطة و جهاز الامن و المخابرات و رئيس مجلس الوزراء و رئيس مجلس التخطيط الاستراتيجي من اكثر زعماء العالم كسرا للبروتوكول بصورة تدل على السذاجة و عدم النضج السياسي و قد كان ذلك وبالا على الشعب و الحكومة معا ، و قد منها هجومه المتكرر و الغير مبرر بصور تخلو من اي حنكة دبلوماسية على امريكا و اسرائيل و العالم الغربي عموما و كذلك استخفافه بالقانون الدولي و وضعه له تحت ( جزمته ) ، ايضا منها حلفه بيمين الطلاق على الهواء مباشرة بصورة جعلته في موضع السخرية و التهكم من قبل المؤيد قبل المعارض . آخر الكلام الشركات تختار مندوبي المبيعات و العلاقات العامة بعناية حتي يتمكنوا من عكس صورة مشرقة عن الشركة فلماذا يحرم من هذه الميزة الوطن . يجب ان يكون الرئيس انيق الهندام و الافكار و واسع الثقافة حتى يتمكن من تقديم الوطن في حلة زاهية . آخر الحكي نريد رئيس ثقافة و قيافة . [email protected]