حلم المضطهدين الذي يحررهم من الاستعباد الإسلامي العربي.. الشعوب الإفريقية لم تغز أوروبا والجزيرة العربية او تحاول في أي يوم من الأيام فرض ثقافتها على أي شعب بإيعاز من السماء او أوامر مقدسة كما يحروء العرب وغيرهم، على إرغام الناس اعتناق ثقافاتهم بالعنف والإرهاب. نجاح المشروع الاستعبادي العربي المتخفي تحت عباءة الدين في إبادة ثقافات بعض الشعوب الإفريقية ولاسيما بإقليم دارفور الذي يدين السواد الأعظم من سكانه بالإسلام فتح شهية النظام الجلابي للاستمرار في إبادة وتهجير الشعوب الإفريقية. وإعتاد العرب على تحريم وتجريم كل ما لايتسق وسياساتهم التوسعية وايدلوجيتهم الاقصائية باستخدام الدين للارهاب الفكري وقمع أي ثقافة غير ثقافتهم العربية التي اختاروها لتكون ثقافة أهل الجنة يوم الحشر. ودرج النظام الجلابي منذ ورث السلطة عن المستعمر البريطاني منتصف القرن المنصرم على تشريع قوانين تمنع الشعوب السودانية من التحدث بلغاتها في المدارس والخلاوى كما تعاقب المخالفين في أحسن الأحوال بالضرب والحرمان من التعليم. برغم إستمرار حملة الابادة الثقافية للشعوب السودانية التي مازالت بعضها تتمسك بموروثها الثقافي، لأكثر من ستة عقود غير ان الجلابي فشل في تحقيق أهدافه العنصرية، ولجأ لاستخدام العنف لتصفية الوجود الأفريقي في السودان عرقا وثقافة. وتمكن الجلابي من اختراق الأسر المالكة في السودان ولاسيما دارفور، بالزواح والمصاهرة بغرض عزلها عن قواعدها الشعبية وإيقاع الفتنة بينهم لتشويه سمعة زعماء الإدارة الأهلية - إغتيالهم معنويا - الذي تحول معظمهم إلى أدوات لتنفيذ أجندة النظام حتى لو كانت ضد مصالح شعوبهم التي تتعرض للابادة والتهجير. وتتجلى المؤامرة والتواطوء مع النظام في صمت زعماء ورجالات الإدارة الأهلية الذي اعلنوا مبايعتهم لحزب المؤتمر الوطني ودعم سياسة البشير الرامية لقتل وتدمير الافارقة، حيال الجرائم التي ترتكب في حق شعوبهم. ولكن اي مصلحة ينتظرها زعماء الإدارة الأهلية والمهمشون في ظل دعمهم للنظام الذي يعمل بجهد لتحطيم حلمهم، مشروع السودان الجديد الذي يحررهم من الاستعباد الإسلامي العربي؟؟ [email protected]