480في الأنباء أن شابا سودانيا كان ضمن الخلية الارهابية التي استهدفت تفجير ملعب الجوهرة بمدينة جدة بالعربية السعودية ، وقبل هذا الشاب كان هناك العشرات من الشباب السودانيين من الجنسين قد التحقوا بمختلف التنظيمات المتطرفة من حركة الشباب المجاهدين وبوكو حرام والى داعش ، وكلما ظننا أن هذا التكالب الشبابي على محاضن الارهاب والتطرف قد انحسر ،يفجعنا خبر جديد يخيب ظننا ، والمؤسف أن غالب التناول لهذه الظاهرة المقلقة كان يصوب النظر تجاه هؤلاء المعلولين بدلا عن العلة ، فالمعلوم بداهةً أن المعلول يلتصق بعلته التصاق الرضيع بأمه، فالعلة حسب القاعدة المعروفة تدور مع المعلول حيثما دار وجوداً وعدماً، فإذا زالت العلة زال المعلول، وإذا بقيت بقيّ ، وعليه فإن التخلص من المعلول لا يتسنى إلا بالقضاء على العلة، وما ينطبق على العلة ينطبق على الأسباب ونتائجها، فما لم تُزل الأسباب فإن النتائج غير المرغوب فيها ستظل كما هي، ولهذا فإن المدخل الصحيح للتخلص من العلل والنتائج غير المرغوب فيها ينبغي أن يتوجه رأساً إلى العلة وليس المعلول، وإلى السبب وليس النتيجة، وإلى الفيل وليس الظل كما تقول الحكمة الشعبية (عينك في الفيل تطعن في ضلو ).. وفيل قضية هذا الشباب السوداني النضر الذي بدأ يشق طريقه الى (الدعشنة) هو في العلة التي تقودهم معصوبي الأعين مغلقي العقول الى هذا الطريق الموحش والمظلم، وليست أبداً فيهم هم ك (معلولين)، وعليه ما كان للناس منذ أن أطلت هذه الظاهرة المزعجة، أن يهتموا بالبحث عن إجابات لأسئلة (شخصانية) من شاكلة من هم هؤلاء الشباب ومن أي الأسر ينحدرون وأين يدرسون وأين كانوا يعيشون؟ وغيرها من عينة هذه الأسئلة الشكلانية، مع أن الأولى أن يتركز الاهتمام في مثل هذه القضايا في البحث عن العلة وبذل الجهد للحصول على إجابة عن الأسئلة التي تمثل محور القضية وهي لماذا (يتدعشن) هؤلاء الشباب وكيف تتم دعشنتهم، وماذا وجدوا في الدعشنة ففضلوها على غيرها وهلمجرا من أسئلة تستهدف استكشاف العلة ومعرفة الأسباب، ف (التدعشن) وخاصة في أوساط الشباب أضحى اليوم ظاهرة عالمية شملت حتى بعض الشباب الغربي من الجنسين، دعك من بعض شباب الدول العربية والإسلامية الذين بدأوا يتوافدون على داعش سواء من داخل أوطانهم أو من مهاجرهم، وما شبابنا الذين نجحوا في الهجرة الى داعش وغيرها أو من ينتظر وتحدثه نفسه بالهجرة اليها، إلا حلقة صغيرة في هذه السلسلة المتسعة والمنداحة يوماً بعد يوم على مستوى العالم وخاصة العالم العربي والإسلامي، وعليه فإن مشكلة الدعشنة ليست محلية صرفة تتعلق ببعض الطلاب والشباب بل لها بعدها العالمي الذي لا بد من استصحابه، وأعتقد أن هذا هو المنهج الصحيح للتعاطي معها، والكرة الآن في ملعب الجميع أسر ومجتمع ودولة...ش الصحافة