*أتدرون ما هي ؟!* إنها ثورة الجياع التي لا ساعة صفر لها ولا قيادة ولا أتباع ! ثورة الجياع التي لا تبقي ولا تذر ! ثورة الجياع التي لا تستأذن أحدا ؛، ولا تحتاج إلى تخطيط مسبق أو تنسيق أو ترتيب أو تنظيم أو إستدعاء ؛، فهي لا تخشى في الحق لومة لائم !! إنها ثورة الجياع التي لا ترهبها سياط الجلاد ؛ و لا يوقف مدها و إندفاع سيلها المنهمر متاريس جيوش الجلاد أو قلاع أمنه أو ترسانات حراساته أو بارود مدافعه !! إنها ثورة الجياع التي ستنطلق صوب مواقع الهوت دوق لتطعم ثوارها من طيب ما حرمت منه و من طيب ما تندر به الحاكمون !! ثورة الجياع التي ستنتقم حتما و قطعا و بلا رأفة من الجلاد و حصونه و قصوره و كل ما ملكت و استملكت يداه !! ثورة الجياع التي ستقضي على الأخضر و اليابس و كل ما حرمت منه و كل ما تظنه ترفا و عبثا و عبئا و إن كان غير ذلك !! ثورة الجياع التي ستبطش بكل من تعتقد بأنه كان السبب في وجود و إستمرار الكبت و الجبروت و الحرمان و في صنع المعاناة و صنع سوء الحال و شظف العيش و إن ظن نفسه غير ذلك !! ثورة الجياع التي ستحاكم أيضا أولئك الذين استولوا على القضية ؛ أو باعوا القضية ؛ أو تنزهوا و استمتعوا بريع القضية و بعائد القضية ؛، أو اكتنزوا المخصصات التي صرفها الجلاد ثمنا لتمييع القضية ؛ و تسييل القضية لأجل تأخير القضية ؛ و لأجل عرقلة القضية ؛ و لأجل إعاقة خطوات القضية ؛ و لأجل بعثرة أوراق القضية ؛، بل و لأجل قتل القضية و تشييعها و قبرها و دفنها ؛، و إصرار أولئك على حمل نعش القضية و البكاء عليها ؛ و النحيب عليها ؛ و لطم الخدود عليها في موكب الجنازة المهيب المعيب ؛، و هم أصلا من باع القضية ؛ و من قتل القضية ؛ و من نحر القضية ؛ و من ذبح القضية من الوريد إلى الوريد !! أكاد أراها رأي العين ؛ و إن رآها غيري غير ذلك !! فقد يكون في عينيه بعض الرمد أو سواد ماء ؛ ما دمت متيقنا من سلامة نظري !! و على وطني ألف سلام !! *بقلم:* *م/حامد عبداللطيف عثمان* 6 نوفمبر 2016م [email protected]