واهم من يظن أن فوز ترامب جاء غير متوقع أو غير معروف النتيجه سلفا، فالانتخابات الامريكيه تسيرها وتتحكم فيها وفي نتائجها وتفاصيلها مجموعات معينه من صفوة الرأسمالية الأمريكية ولوبيهاته، من مجموعات نافذه في هيكل الدوله الامريكيه سوا مؤسسات أمنيه كالسي أي اي أو الاف بي اي، ومجموعات اقتصاديه ولوبيهاتها السياسيه وازرعها من منظمات مدنية وغيرها تدور في فلك الآله الرأسمالية. من الواضح أنه مع التغييرات العالميه وظهور مجموعات خارجه عن سيطرة النظام العالمي،الذي تسيره امريكا وتنامي الحنق علي الفكر الإسلامي الجهادي، والاحتقان العالمي ،والحروب والانهيار الاقتصادي لكثير من الدول وتغير خارطة التحالفات التاريخيه، تطلبت الضروره السياسيه الامريكيه، وجود رجل مثل ترامب يستبطن في دواخله كرها للمهاجرين والمسلمين وفي ذات الأثناء يحافظ علي منظومة الرأسمال الأمريكي المتجذره والمتحكمه في السياسات الأمريكية، ولأن ترامب جزء أصيل منها سيحافظ بالضروره علي خطها ومنهجها العام. أمريكا يحكمها دستور واضح لن يستطيع ترامب أو غيره كسره أو تجاوزه والا سيطاح به قانونا، ولكن ترامب مع طاقم حكمه ومستشاريه وبشخصيته هذه يستطيع أن يحافظ علي مكتسبات هذه المنظومة وعلي مصالحها، وهو بالقطع أفضل خيارا لها من كلينتون ، ولأن اداء كلينتون كان مخيبا لهذه المجموعه إبان توليها وزارة الخارجية المنصب الأكثر تبيانا لعقلية وشخصية من يتولاه.لذا كان واضحا أن خيار هذه المجموعه هو فوز ترامب والذي أتي علي عكس التوقعات والقراءات الاستبيانيه التي كانت تظهر فوز هيلاري بكل أريحية، ولكن كما قلنا أن الرئيس الأمريكي محدد سلفا من قبل هذه المجموعات التي تحدد من يدخل البيت الأبيض وقبل وقت طويل جدا. [email protected]