قالت جريدة الراكوبة الاليكترونية أن إبراهيم محمود، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني قد فصَّل مشاركة القوى السياسية في الحكم تفصيلاً ( مُحْكماً، بالتأكيد) .. و ذك ما كنا نخشاه أيها المتحاورون المغيبون و الحاضرون الغائبون.. ذلك ما كنا نخشاه! نصحكم العارفون بمكائد المؤتمر الوطني، و أنتم على بوابة قاعة الصداقة توشكون على الدخول، نصحوكم أن تعودوا إلى أهليكم، و لا تدخلوا القاعة و تحاوروا إبليس في عقر داره! و قالوا لكم إنهم مخادعون،.. لا تأمنوا جانبهم.. إنهم سفلة لا مواثيق تُحترم لديهم.. حذركم أولئك العارفون.. و كرروا نصحهم عندما جلستم على الكراسي الوثيرة داخل القاعة.. و مددتم أرجلكم تستمعون إلى الأكاذيب في استرخاء.. لم تستبينوا النصح إلا أن جماعة منكم لمست شيئاً من التدليس عند بداية الحوار، فنجت بجلدها.. بينما واصلتم مسيرتكم في حوار الطرشان.. و تتالى أثناء ذلك قدوم أسراب الطيور القمامَّة من الخارج تحلق في سماء الخرطوم ثم ترِّك في القاعة مشرعة المخالب و المناقير بغية نهش ما تيسر لها من كيكة السلطة الدسمة و من حلاوة الثروة اللامحدودة.. تلك أيام كانت لها زحمة و ( هيجة).. زحمة على شارع لنيل! عربات هي أحدث ما أنتجت اليابان من سيارات.. زحمة.. زحمة.. و تتبختر في شارع النيل أغلى ما في السوق من الجلاليب واردات الصين و العمم المطرزة واردات سويسرا.. و شالات مستوردة من الهند و السند ملقاة بإهمال مقصود على الأكتاف.. و كروش لم تذق طعم الجوع ( البقولوا عليه جوع) منذ 30/6/1989.. و جماعات و جماعات.. و سلام بالأكتاف.. و حركات.. و حركات.. 71 حزباً و 22 حركة ( مشلعة) و زحام و زحام ( ما يديك سكة)! و ظللتم تطلون علينا مدافعين عن الحوار في ما تم بسطه لكم من زمن في شاشات التلفاز و وسائل اعلام المؤتمر الوطني الأخرى للتبشير و البشارة .. كنتم قد ابتعدتم مسافات أبعد من أن تصلكم تحذيرات العارفين بمكائد المؤتمر الوطني.. و عند اللفة الأخيرة، و في آخر لحظة، عادت إلى حظيرة المؤتمر الوطني الخيول التي جفلت و في مقدمتها الخال الرئاسي و د. غازي صلاح الدين و منسحبين مترددين آخرين.. حتى لا تفوتهم قسمة الكيكة و الحلوى.. و يا لفرحة العائدين حين تتوجه الكاميرات نحوهم و هم يصفقون لكل كلمة يقولها العريس/ البشير المنتشي باستغفالهم أجمعين.. كان يوماً لا مثيل له في الدهنسة و إبراز مدى الخضوع و الخنوع و الانبطاح من أجل جلوس غير دائم على أحد الكراسي المفكوكة الصواميل.. و كان موقف السيد/ مبارك المهدي أبأس موقف أطل علينا من داخل القاعة ذاك اليوم و هو يعلن نفسه ممثلاً لحزب الأمة، دون الافصاح عن ( أيٍّ من أحزاب الأمة) قدم نفسه.. و لا تزال السخرية تدور حول ذاك التمثيل المسروق.. و نعذر مبارك المهدي أن يسرق حزباً واحداً فقطً لا غير، فالمؤتمر الوطني قد سرق الوطن بأكمله و اتخذه صفة لمؤتمره الذي مزق الوطن.. قال وطني قال! أيها المتحاورون المغيبون و الحاضرون الغائبون.. لقد كنتم سعداء بما أنجزتم و مطمئنين كنتم من أن مخرجات الحوار سوف تؤتي أُكلها على الأسس المقررة حسب فهمكم لها.. و أن الملعب السياسي سوف يكون صالحاً للعب النظيف.. لكن جاء إبراهيم محمود و خطف الكرة و أمسكها بين يديه.. و أشار إلى الميدان الذي ( يتوجب) أن تلعبوا فيه و الحكم الذي سوف يدير المباريات.. و حدد لكم ألوان و أشكال ما تلبسون! فأُسقط في أيديكم.. إن السياسة لعبة قذرة حقيقة.. Politics is a filthy game!خاصة إذا لبست ثياب الدين و الكهنوت متسلحة بالدبابات و الكلاشينكوف! لقد خذلكم المؤتمر الوطني و سوف يخذلكم باستمرار كما خذل كثيرين من قبلكم.. كثيرون أخذوا وعوده و عبروا نحو السراب في ربع الخراب و لم يعودوا بالنوق العصافير.. و المجرَّب، يقيناً، لا يجرّب.. و أنتم وحدكم من يتحمل تبعات الطمع.. و عليكم ألا تحلموا بنيل أجر المحاولة أو المناولة بعد أن أطِلتم عمر النظام و لا تزالون تطيلونه بحوار آخر، لا طائل من ورائه، حوار حول كيفية تنفيذ مخرجات الحوار.. رغم أن المهندس/ ابراهيم قد حسم شكل و مضمون المخرجات حمالةِ الأوجه.. لقد أخطأتم خطأً جسيماً.. و مخطئ كل من ظن يوماً أن للمؤتمر الوطني ميثاقاً ديناً.. مخطئ جداً! و لا غرو أن يتلاعب بكم المهندس / إبراهيم محمود، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، ففي جيب سترته المفتاح الوحيد لفتح صندوق المخرجات و في جيوب بنطاله مفاتيح تفسيراتها.. و المهندس / إبراهيم محمود لا يتحدث على هواه بل يُظهر إلى العلن ما يدور من قرارات سرية في المحفل الماسوني بشارع المطار لتنفيذها.. و ربما تعتقدون أن المهندس / إبراهيم محمود عكس القرارات على البرلمان لجس النبض.. لكن المؤكد أنه فعل ذلك ليضعكم أمام الأمر الوقع رغم أنفكم و أنتم عاجزون عن الفعل بينما شيطان المؤتمر الوطني يتوثب بين ثنايا التفاصيل.. و في جعبته الكثير المثير من المفاجآت التي يطمح عبرها إلى بلوغ غاياته في استمراره حزباً ينهي و يأمر و أنتم و كل الأحزاب تأتمر بأمره بلا نقاش.. و ها هو يقول يقطع قول كل خطيب منكم مؤكداً " أن التعديلات الدستورية التي دُفعت إلى المجلس الوطني تعديلات ضرورية تم الاتفاق عليها داخل لجنة (7+7) و أن هذه التعديلات مهمة لإقامة الآليات التي تنفذ المخرجات" و التعديلات التي قدمها سيادته إلى البرلمان ( أمر) في حقيقته و ما على البرلمان سوى تنفيذه بإجراء التعديلات المطلوبة على الدستور، و التعديلات تتعلق بمنصب رئيس الوزراء و كيفية تعيين أعضاء البرلمان و طرائق مشاركة أحزاب الحوار في الحكومة.. لا تفسير بعد أن قال ممثل المؤتمر الوطني القول الفصل عن ضرورية التعديلات.. ضرورية أقحمها حزبه اقحاماً وفق رؤية الحزب.. و الحزب مكوِّع) على ظهر دبابة و بيده الكلاشينكوف و ما عليكم و ما على من ينضم إلى الحوار بعدكم سوى التوقيع على مخرجات الحوار دون تغيير و لا حتى نقطة في شكله أو مضمونه! و ما أبأس الحوار بين الذئاب و الغزلان!