يحاول الكثير من انصار الاسلام السياسي بخبث اشاعة تسميتهم ب(الاسلاميين) و ترسيخها في الاذهان و في ادبيات الفكر السياسي كمصطلح معرف بهم و مميز لهم عن التيارات السياسية و الفكرية الاخرى و كذا يستخدمها معارضيهم عن جهل في الاشارة اليهم . القارئ الذكي لهذا المصطلح يجد فيه اقصاء لجميع التيارات المعارضة و المناوئة و المحايدة من دائرة الاسلام و حصر للاسلام على انصار الاسلام السياسي . لفظ " اسلامي " ناتج من اضافة ياء النسب المشددة الى لفظ الاسلام و بالتالي وفقا لقواعد العربية يصبح كل ما يطلق عليه "اسلامي" يعني حرفيا نسبته الى الاسلام و "غير اسلامي" بالضرورة يحمل المعنى المضاد اي عدم النسبة الى الاسلام او وجود اي نوع من الروابط به . استخدام النحت "اسلاموي" و "اسلاموية" هو بلا شك الانسب للتعريف بانصار الاسلام السياسي و ايدلوجياته ؛ اذ انه لا يصنف كنسبة مباشرة للاسلام و "غير اسلاموي" لايضع المخالفين في موضع صراع مع الاسلام او انسلاخ و تبرؤ منه . استخدام اصطلاحات ك" تطبيق الاسلام" او "جعل الاسلام واقع في حياة الناس" او "جعل الحاكمية لله" او "الحكم بما انزل الله" تحمل في طياتها معنى بالغ الخطورة وهو ان الاسلام بات غائب ولا اثر له في معاش و ان الامة الاسلامية عادت مرة اخرى تتخبط في ظلمات الجاهلية و هذا بلاشك كذب محض اذ ان الامة لا زالت محافظة على دينها رغم كثير من الشوائب و الاخطاء التي لحقت به . يستخدم ايضا انصار الاسلام السياسي مصطلح "الدولة الاسلامية" للاشارة للدولة التي تحكم وفق احكام الشريعة الاسلامية حسب زعمهم . بلا شك الاسلام جاء بالكثير من التوجيهات للحاكم و المحكوم و لكن استخدام مصطلح "دولة اسلامية" باطل لان الدولة كيان معنوي لا جسد له ولا عقل و بالتالي تسقط عنه جميع التكاليف الاسلامية التي بنيت جميعها على اساس الحياة و العقل و هذا لا ينفي وجود دولة الاسلام و التي تعني سيادة الدين الاسلامي و شيوع تعاليمه بين الغالبية الساحقة من قاطنيها و ليس على الدولة. "فقه المرحلة" او "فقه الواقع" مصطلحات استخدمتها التيارات الاسلاموية بنهم مفرط للهروب من المبادئ و الالتزامات الشرعية التي تنادي بها تلك التيارات من اجل تحقيق مكاسب سياسية و مكاسب متنوعة خلال حقبة ما بدون التخلي عن فلسفتها الاساسية . و عموما يلجأ الاسلامويين "من باب الغاية تبرر الوسيلة "الى تحريف الكثير من المفاهيم الاسلامية و العبث بالنصوص و تحميلها ما لا تحتمل اذا ما كان ذلك ضروريا لتحقيق بعض المنافع ذات الاثر الطويل و القصير. [email protected]