في كل لحظة حزن تفطر قلوبنا و في كل لحظة الم تئن بها ارواحنا ... يسلوننا قائلين " الحياة فيها الحلو و المر " و " الدهر يومان يوم لك و يوم عليك " و " غدا سيكون افضل " و لكن ... طافت الحياة بحلوها كل بقاع الدنيا و لم تزرنا و لو على استحياء ... و خرج الدهر بيومنا المنشود و لم يعد ... و ضن الغد بفضله علينا . حاولنا دق اسفين من احلام الغد النرجسية بيننا و بين المشقة لننتظر في الغد الافضل و لكن الغد يكذب احلامنا الساذجة و يقذفنا بما هو اسوأ . لم نعد نعاني فقد اصبحت المعاناة جزءا منا و لم يعد الحزن يرعبنا بقدر ما ترعبنا السعادة و بعض الاشياء الجميلة التي هربت من القدر لتعانقنا بعض الوقت . لم تعد المعاناة غريبة و لم يعد الفقر اغرب في بلادنا بلاد التعساء و الاشقياء ... في بلاد يموت من الجوع سكانها و تفتك التخمة بحكامها و نبلاؤها . سلمنا طوعا و كرها لكل زيادة يمليها الساسة علينا لانها حسب ادعاءاتهم ضرورية و "الرصاصة الاخيرة " لانقاذ اقتصاد الجبايات المتوحش الذي لا زال يحتضر رغم تضحياتنا التي اما ذهبت ادراج الرياح او الى (كروش) القطط السمان . نامت الخرطوم و اسنة الغضب يلمع في عينيها بسبب المضاعفة الجنونية لثمن الدواء و استيقظت و الدموع تنهمر من خديها بسبب انتحار ثلاثة ابناء لعجز والديهم عن توفير كلفة الدواء لهم فكان الموت الطريق الايسر للهروب من جحيم اسمه السودان . تقبلنا العيش بنصف بطوننا بصدر رحب ... تقبلنا باريحية دفع تعريفة المواصلات العامة و التي تعادل ثمن رحلة الى القمر ... تقبلنا و سنقبل الغلاء الفاحش لاي سلعة و لكن لماذا الدواء ؟؟؟؟؟؟ ثم لماذا الدواء ؟؟؟؟ . لو ان الشيطان الرجيم كان يمسك بزمام هذه البلاد لوجدت الرحمة و الشفقة الى قلبه طريقا و لأستحى من مضاعفة العذاب للمرضى هكذا . هل اصبحت الحكومة بهذه السادية المفرطة حتى تفكر في انقاذ اقتصادها عن طريق ارسالنا الى غياهب الموت بلا شفقة اوتعذيب ضمير ؟؟؟؟ و هل اصبحنا عبئا ثقيلا على الحكومة لهذه الدرجة ؟؟؟؟ . يبدوا ان الحكومة نفسها سلكت سبل العناء بحثا عن دواء يخلصها من شعب اصبحت لعنة العذاب تطارده و بقائه يحجب الرحمة عمن حوله فكانت الاماتة الرحيمة لهذا الخيار الاسهل و الاقل تكلفة ... و زيادة اسعار الدواء نوع من انواع الاماتة الرحيمة ما في ذلك شك . آخر الحكي اصبحت الحكومة من الجشع بمكان لتقاسم المواطن المغلوب على امره في قطعة خبز و ثلاث ملاعق من السكر و حبة دواء . تملصت الحكومة من كل التزاماتها و مع ذلك لا زالت عبئا ثقيلا على كاهل المواطن . الانفاق البذخي الحكومي معصوم من التقشف و مضاعفة معاناة الشعب اسهل الطرق . آخر الكلام لعنة الله على الظالمين .. [email protected]