مُدن الغلابة ابراهيم سليمان أبوناجي الله يا مدن الغلابة الساكنين ضفاف النهر والجزرُ الطميةِ الملآ نخيل أوَ كيف يا مدنٌ تضيقُ رحابهم لا يأكلون ليشبعوا لا يشربون السلسبيل..؟ ما بالهم أطفالك السمر بلا إبتسامٍ تحت أقبية السماءِ وفى العراءِ بلا دليل...؟ أيكونُ هذا الحالُ وأهلكِ فى الصباحِ يسرحوا في العذابِ وفي المساء يحلموا بالرحيل...؟ الله...الله يا مدنٌ لا الصيفُ رحبٌ ولا شتائكِ يحمل الدفء للمرأة الثكلى للرجل الذليل الخيرُ فيك بلاد النيل والمطر فلِما يجوع ويظمأُ من سكن الجوار بمجرى نيل...؟ ما بالها المدنُ تطرد ساكنيها والطير يرحل للبعاد يختار البديل..؟ أوَ كيف يرحل وارثُ الأرض يشقى بأغترابٍ.. يرعى فى إبل الكفيل.؟ الحزن يعصرنى على النيام يعتصرون بطونهم حد الخواء في الليل الطويل قلبي على البؤساءِ بلا غطاءٍ وزحف الموت يقتلع الرضيع وأمه الثكلى تصرخُ بالعويل...!! شُدي بطرفك يا مدائن شُدي على الفقراء على بطون الجائعين على البواكي بجوف ليل...! شُدي على الصغير على الضرير على الغلابة من فقدوا الدليل شُدي على الحزانى على اليتامى على السجين يحلم بالصباح يأتي بالبِشرْ الجميل...! ...أبوناجى... [email protected]