الحكام الطغاة والذين يغترون بقوة أجهزتهم القمعية ويطلقون من التندر بها ما يجعلهم واثقون من ديمومة حكمهم وما الدايم إلا وجه المولى الكريم . فهم دائما يسقطون من أبراجهم على هزة رياح تأتيهم من حيث لا يحتسبون ! الرئيس الروماني الراحل نيكولاي شاوسيسكو تربع على كرسي الحكم منفردا لمدة تقارب الأربعة عقود إن لم تزد عنها..كانت لديه ترسانة أسلحة و صفوف من القبضات الأمنية فوق سطح العاصمة بوخارست و على إمتداد مساحتها تحت أرضها .. و كان يتفاخر بكوادر حزبه الأوحد ويتحدى متباهياً بقوته وتماسكه والتزام أعضائه بالولاء المطلق وحبهم له ! أصاب طول حكمه العاصمة بحمى الململة التي كانت متواضعة في بدايتها .. و قابل الرجل تلك الحركة باستخفاف و تسفيه .. لكن الطامة الكبرى جاءته زاحفة من مدينة تيمشوارا البعيدة عن مركز سلطته ..ثم بدأت كُتل الجماهير في العاصمة تزداد تراصا هادرة تحت شرفة حكمة .. وكان يطل عليهم مهددا ومتوعدا .. ووساعتها كبرت كرة اللهب وحاصرته .. فقبض عليه الثوار الذين صنع منهم قادة وقربهم اليه .. وحينما إجتمعوا لمحاكمته التي لم تستغرق سوى نصف ساعة كانت زوجته المذهولة .. تقول مستغربة ومرعوبة أيعقل أن يكون هؤلاء هم أبنائي الذين ربيتتهم على طاعة زعيمهم .. و هي تردد أمام قضاتها .. ماذا دهاكما يا ايون اليسكو ... وبيتر رومان ..ولكن طلقات العدالة هي التي أجابت على اسئلتها .. ولم يسمعا الإجابة بالطبع هي وزوجها الذي لطالما قال أنا رومانيا ورومانيا أنا ولا حاكم لها من بعدي .. وكانت رعود الحناجر أقوى من كل ترسانة أسلحته و خطى الغضبة هي التي أرعبت الالاف من حراسه الأمنيين و أعضاء حزبه المزعومين ففروا كالجرذان أمام غبار الثورة التي أنهت أربعين عاما من حياة الأباطرة الجدد بطلقات قد لا تسوى سوى بضعة جنيها ت.. فترك الزعيم وسيدة قصره كل الذي كنسوه من ثروات و كافة القصور التي تفيأوا ظلالها لتحكي لكل ديكتاتور لا زال يستعرض عضلاته الأمنية وأسلحته المكومة .. و تريه عبرات التاريخ التي قد لا يستوعبها إلا بعد فوات الأوان وعض بنا الندم .. حيث لا يجدي البكاء .. فهلا عقلتم يا أهل الإنقاذ و قد قال لكم الزمان والإنسان والأوطان .. كفوا عن هذا الطغيان وكفاكم هذيان .. فلستم أقوى من نظام شاوسيسكو الذي ذهب في غمضة عين .. لان قوة الشعوب المظلومة من قوة الخالق العادل الذي لا يظلم في ساحة رحمته صاحب حق .. ولكن الذين أنستهم غيبوبة الدنيا .. أي منقلب هم منقلبون لا يعون الدروس ولا يتذكرون ..أبيات شابي تونس الثورة.. إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر ودمدمت الريح بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر: إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر [email protected] https://www.youtube.com/watch?v=1E3qSf5ZZaY