تمكنت السلطات الغانية في وقت سابق من العام الجاري بالعاصمة أكرا من ضبط سفارة أمريكية مزيفة عملت لفترة تجاوزت العقد، تديرها عصابة أفرادها يحملون الجنسية الغانية والجنسية التركية يصدرون تأشيرات دخول للولايات المتحدة الأميركية لقاء مبلغ 6 آلاف دولار. وبحسب وسائل إعلام التي تداولت الخبر ومنها موقع بي بي سي على الإنترنت، لم يعرف بعد عدد الأشخاص الذين تمكنوا من دخول الولاياتالمتحدة بتأشيرات صادرة من السفارة الأميركية المزيفة. ولايختلف حزب اوردغان الذي يسيطر على السلطة في تركيا منذ أكثر من عقد عن تنظيم الدولة الإسلامية كثيرا في منهج الحكم المستنبط من الفكر الديني، ولذلك لم توافق دول الإتحاد الأوربي على انضمام تركيا للإتحاد إلا بعد إجراء بعض الإصلاحات. تركيا وتنظيم الدولة الإسلامية وجهان لعملة واحدة. الأول يتخد من الدبلوماسية وسيلة لتحقيق ذات المرامي التي يسعى الأخير بلوغها عبر العنف والإرهاب. ماالذي يدفع الإمبراطورية العثمانية إلى بناء أضخم مسجد في بلد مثل غانا يتضور أكثر من نصف سكانه جوعا ويعاني من البطالة التي يمكن لتركيا ان تساهم في تخفيض نسبتها بتأسيس المصانع ودعم قطاع الزراعة والتعليم لخلق فرص عمل ومحاربة الفقر؟؟ وقد أظهر الإنقلاب الفاشل في تركيا الفارق الكبير بين الديمقراطية الحقيقية في الغرب الذي ودع الإنقلابات العسكرية إلى الأبد وديمقراطية العثمانيين الهشة بعد مرور حوالي قرن على تأسيس الدولة العلمانية في تركيا على يد مصطفى كمال اتاتورك. وأثبت الغرب تفوقه على العالم بتطوير التكنولوجيا ووسائل الإبداع التي أحالت الإنسان الغربي من مستهلك إلى منتج الأمر الذي مكنه من السيطرة على الاقتصاد والسياسة والصناعة فيما تتسابق كل من تركيا والسعودية وإيران في بناء المساجد ومراكز تحفيظ القرآن بافريقيا التي تحولت إلى تربة خصبة لتفريخ المنظمات الارهابية بسبب الجهل والتخلف. وتصاعدت الهجمات الإرهابية في الغرب وأفريقيا مع تدفق المهاجرين من الدول العربية والإسلامية مايعني ان العنف الجهادي مربوط بشكل وثيق بانتشار الإسلام وتعاليمه المتطرفة في أرجاء المعمورة التي كانت وادعة قبل بروز الفكر الجهادي والتنظيمات الإرهابية. ولكن في ظل وجود أنظمة قمعية مثل نظام حزب اوردغان الذي لايعترف بحقوق الاكراد ومملكة آل سعود التي تعتنق التوجه الإسلامي الراديكالي المنبثق عن الفكر الوهابي المتشدد والمعادي للشيعة فضلا عن نظام ولاية الفقيه في طهران الرافض للمذهب السني لايمكن ان تستقر منطقة الشرق الأوسط وتودع الحروبات بلا رجعة مالم تتبنى هذه الأنظمة المنهج الديمقراطي الغربي الذي يضمن ويرعى حقوق الإنسان. ماالذي يضير الدول الاسلامية والعربية الغنية بالنفط فيما لو استخدمت الأموال الطائلة التي تعمر بها المساجد والمراكز الاسلامية الداعمة للارهاب والكراهية في توفير الغذاء والدواء لملايين المشردين في إفريقيا والعالم؟؟ [email protected]