كنا ونحن طلاب بالجامعة نتحدث في منابر النقاش عن هدف ووسيلة ظللنا نؤمن بها وتربينا عليها داخل تنظيمنا بكل وضوح ، الا وهي اسقاط النظام عبر النضال السلمي ، ممثلا في الانتفاضة الشعبية وصولا الي العصيان المدني الشامل . هذا الطريق كان شائكا و صعب المراس ووعر تماما ، لان النظام كان فاجرا في الخصومة مع من يخالفه الراي ، حيث ظل وما زال يمارس العنف المفرط تجاه الخصوم السياسين داخل السودان في بيوت الاشباح وخارجها بشكل غير مسبوق . الدعوة للنضال السلمي كانت كالذي يحفر في الجدار لكنه يحفر بكل عزيمة ، في ذلك الوقت تداخلت الخطوط السياسية ، وكان العمل المسلح صاحب الصوت العالي ، ولان النظام كان يتبجح (اخذناها بالقوة العاوز يشيلها يجي بالقوة ). الا ان ايماننا بالجماهير والتغيير السلمي لم يتزحزح قيد انملة ،بل كنا نسخر من دعوات النظام عندما كان يتحدث عن الانتفاضة بانها احلام .كانت الدعوة للنضال السلمي هي دعوة ذات ابعاد وطنية بعيدة برعت قيادة حزبنا حزب البعث في قرائتها بمنهج سليم ، وكان ايماننا بها لن يتزحزح ، لان تحتوي علي مضامين ذات اهمية وطنيية ممثلة في : 1/ اي تغيير تجاوز الجماهير يعتبر تغييرا فوقيا وبالتالي لا يلبي قضايا الشعب والوطن 2/ الجماهير هي صاحبة المصلحة في التغيير والتغيير يجب ان يتم عبرها 3/ القوي السياسية هي ليست اداة تغيبر لوحدها انما هي تضع البرامج و تنظم الجماهير وتتقدمها لتسقط النظام 4/ التغيير السلمي يحمي الوطن من العنف والفوضي ويحافظ علي تماسك مجتمعه ووحدته ويبعد عنه التدخل الاجنبي واهدافه . وفق هذه البنود كان النضال السلمي هو الركيزة الوحيدة للتغيير في السودان بالنسبة لنا ، يعلم النظام في اللحظة التي يستعيد فيها الشعب دورة ويستلم زمام المبادرة ،يعلم تماما انه لن يستطيع ان يقف امام هذا المارد الجبار . التاريخ السوداني حدثنا عن التغيبر السلمي ممثلا في (الانتفاضة والعصيان المدني ) في اكتوبر وابريل ، كما حدثنا في تجارب الاخرين ، مصر وثورة الياسمين في تونس ، ومارتن لوثر في امريكا ، ومانديلا في جنوب افريقيا . الطغاة جميعا المحليين والاجانب يرضعون من ثدي جاموسة واحدة ، لا يتعلمون من دروس التاريخ ولا يتعظون ، بطانة الفساد والاستبداد والنفعيين يزينون لهم الباطل،ليتوهم بانه معبود الجماهير ،وان الوطن من دونة سوف يصبح خرابا !! يجلبون لهم البسطاء الفقراء الذين حرمهم من حقهم في التعليم والصحة من القري والارياف ، والريس المستبد يتبختر امامهم وهو لا يعلم انه يسير الي حتفة الاخير. . الايام اكدت صحة ما كنا ندعوا له وهو العصيان المدني والانتفاضة ، واكدت ان ثقتنا في الشعب كانت في محلها ورهاننا عليه لم يكن رهانا خاسرا ، الشعب في كل مرة يؤكد انه عظيم وجبار وعنيد لن ينقاد الي الطغاة الفاسدين . فعلها بكل جسارة في عام 2013 سبتمبر خرج الي الشوراع وخضب الارض بالدماء الذكية ،وملأ السجون بالاحرار ، واخرس الالسن التي كانت تظنه قد مات ، وتدعو الي حوار النظام لان النظام اصبح امر واقع !!، يفعلها الان ذات الشعب العنيد في عصيان 27نوفمبر ، و19ديسمبر بكل جسارة وعنفوان . علي رئيس النظام المستبد وحاشيته ان يعلموا انها اللحظات الاخيرة وحشرجة حراق الروح ممثلة في التهديد والوعيد ، لن تستطيع ان تصد الشعب وتمنعه من السير بكل صلابة امام خياره في العصيان حتي اسقاط النظام . ، الموضوع تجاوز مرحلة الازمة الاقتصادية الخانقة الي مرحلة الكرامة والحرية والشرف. الشعب اقوي وسوء العاقبة لمن يقف امامه . [email protected]