لا شك أن قرار الرفع الجزئي والمؤقت للعقوبات الامريكية الأحادية الذي أمضاه الرئيس المنصرف باراك أوباما في آخر لحظات فترته الرئاسية ، قرار مهم وايجابي وجالب للسعادة والفرح ، ولا شك أيضا أن عملا دؤوبا وصبورا وحكيما كان وراء ما تحقق دون جلبة وضوضاء ، ولكن على الرغم من المكاسب الجمة التي يوفرها هذا القرار الا أنني لست هنا بصدد تعديد مزاياه ، فقد سبق لذلك أهل الاختصاص وكل من تناوله بالترحيب كتابة وشفاهة ، ولأنني لن أزيد على ما قيل وكتب الا تزيدا ، لهذا انصرف اهتمامي الى جانب أراه غاية في الأهمية وهو ما يمكن تسميته بالشرط الجزائي أو شهادة حسن سير وسلوك الذي تضمنته التفاهمات المتطاولة التي أفضت الى القرار الامريكي ،ففي أحد بنود القرار اشارة الى أنه موقوت بفترة زمنية مداها ستة أشهر تظل خلالها الحكومة السودانية تحت المراقبة للتأكد من التزامها بتطبيق ما يليها من تفاهمات متفق عليها ، واذا ما تم رصد ما يخل بالتفاهمات أو « يتلولو » عليها فان الادارة الامريكية الجديدة ستكون في حل عن القرار ويمكنها الغاءه والعودة لفرض العقوبات مجددا وتعود حليمة لعادتها القديمة .. وأخشى ما يمكن خشيته مع وجود هذا الشرط المحدد لسريان القرار ، هو خرمجة ناس طبيز عديم الميز ، فلولا أن الحوار مع الامريكان تم بدأب وأناة وهدوء وبعيدا عن سمع وبصر هؤلاء المتهورين الذين لا يحسنون صنعا ولا قولا ما كان له أن يستمر حتى يفضي الى ما أفضى اليه ، وعليه يبقى من المهم أن يبقى جماعة طبيز هؤلاء بعيدين كل البعد من منطقة القرار ومنطقه حتى لا يمارسوا « طبزاتهم » عليه بتصريحاتهم الشاطحة والفالتة وكلامهم « الدراب » وبالأخص ممن يتولون مناصب عامة، وخطورة أمثال هؤلاء تتمثل في أنهم ما انفكوا يفتون ويصرحون ويصرخون في أي شيء وكل أمر حتى ولو كان حظهم فيه كمثل حظهم في الفيزياء النووية، أو حتى لا يغضبوا مثل حظي أنا في فقه النكاح، يسوط الواحد منهم ويهرج ويخرمج في أعقد القضايا ، ولو سألته عن أيسر وأسهل ما فيها لوقف وقفة حمار الشيخ في العقبة ولحار جواباً، ورغم ذلك يجادلون فيها بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير. وكان أن جلبت علينا خرمجاتهم وطبزاتهم الكثير من المصائب والمحن ، فحذارى من ناس طبيز عديم الميز .. الصحافة