المستشار السياسي والِإقتصادي للسفارة الامريكية "ديفيد سكوت" خلال حديثه في ندوة بإتحاد المصارف قال ان الثامن من يوليو المقبل سيكون مفصلياً للعلاقات بين السودان والولايات المتحدة لأنه سيحسم أمر العقوبات على البلاد بشكل نهائي أو يعيدها بعد تقارير فرق المراقبة عن تقدم السودان في مجال السلم والأمن وهو ما أغفلته الخارجية السودانية بالرغم من كون (سِين) يحسم أمر العقوبات هو مربط الفرس, وبمقارنة حديث المسؤول الامريكي بما دار بالمؤتمر الصحفي الذي عقدته الخارجية السودانية عقب القرار بالوزارة . ويمكن الوقوف على موضع ازمة الخرطوم عقلها السياسي الموغل في السذاجة أو للدقة المراهقة السياسية بما فيها من طيش وإنفلات هي فيه، يومها وبعد أن تحدث وزير الخارجية "غندور" ونسب فضل القرار للجنة السودانية التي دخلت في إجتماعات ولقاءات مكثفة مع الأطراف الامريكية, وكذلك من بعده نسج المتحدثون على ذات المنوال وبذلك تحقق ما عملوا له ، غير ان الحديث الكثير المثير الخطر بقاعة الخارجية كاد أن يمضي في إتجاه مجهودات الخرطوم الجبارة التي بزلها اعضاء لجنة التفاهمات دون الخوض في تفاصيل ال(180)يوما التي إشترطها القرار كسقف زمني يتيح لامريكا خلاله قراءة سلوك الخرطوم ومدي إستيعابها (السيمستر) , والحديث يمضي كذلك قافزاً على الشرط المسقوف يدفعنا يومها توجيه سؤال للبروف عله يعيد صواب الخارجية ولجنتها إلى جادة القرار.. سيادة الوزير ما بال القرار مقيداً بسقف معلوم، بينما أنتم في واديكم تهيمون وعلام القوم فرحون؟ تلك أزمة النظام القائم يقرأ كيفما شاءت عاطفته لتجود قريحته نصوصاً أقرب إلى (أغالِط نفسي في إصرار وأقول يمكن أنا الما جِيت!) وهو الواقف وقفته تلك قبل ساعتين بمكان (البروميس) المحدد ومع ذلك يبرر للحبيب الغائب ب(لعله هو (المشرور) من أخلف الميعاد , والنظام كذلك بتبريراته على الشاكلة، ولا غرابة في أن يجيء إستيعابه بما يتفق مع القراءة إذاً. إلا أن قراءته وإستيعابه كلاهما لا يعنيان القرار في شيء ، ولعل مسؤول السفارة الامريكية أراد التوضيح لا غير ومعروف عنهم كأمريكان لا يحملِّون اللغة فوق طاقتها، ولا يعرفون للمحسنات البديعية قاموساً لأن خطابهم موجه للعقل لا العاطفة كما الخرطوم التي تهيم في وادي عبقر ..والعبارة الامريكية كما معظم الغرب مباشرة ودقيقة ولا علاقة لها بحمالة الأوجه، ولأن ذلك كذلك كان هو دور الخارجية السودانية في فض إشتباك نص القرار بل ويجب أن تزيد ب(وللشعب الكريم العتبى حتى يرضى) وهي التي تعمل لإرضاء امريكا التي بالأمس (قد دنا عزابها) ضمن النشيد الكلِيل ! ولعل ممثل الملحقية الإقتصادية في السفارة "تيدو ثماسو" يهزم قول كل خطيب بمنابر الخرطوم في سياق الإستثمارات التي تترقب تدفقها ب(الإستثمارات الامريكية لن تتدفق على السودان مباشرةً) ولعل السفارة الامريكيةبالخرطوم وجدت نفسها مطالبة بإعادة ترجمة سياسات بلادها للخرطوم بشكل روتيني مرهق, لذلك راى ممثل الملحقية الإقتصادية بالسفارة "ثماسو"ضرورة توضيح التباس قرار بلاده القاضي بحظر دخول مواطني سبع دول السودان ضمنها الى امريكا رأى ضرورة إعادة ترجمة القرار كما جاء القرارات أتت بدعوى حفظ الأمن القومي الامريكي لمدة (90)يوماً ضمن ترتيبات حفظ الأمن الامريكي والهجرة, وان إستقطاب تلك الإستثمارات يستلزم تحسين البيئة الإستثمارية لكسب ثقة المستثمرين،وهو ما أكدناه بمقالات سابقة وما ضمناه إفاداتنا لبعض الفضائيات والإذاعات ،وتلك قرارات تعني مصادرها وتعبر عن سيادة دولة لا يحق لنا التدخل فيها، وما يلي الخرطوم منها هو إنهائها ظروف وأسباب سيل هجرة رعاياها الجارف الشرعية منها وغيرها بالعمل على توفير مناخ وطني يتيح للمواطن العيش بكرامة . وحسبنا الله ونعم الوكيل [email protected]