*هنالك مواقف وغرائب وعجائب لا تحدث إلا في الرياضة السودانية ، ولا يمكن تكرارها في اي ناد في العالم ،إلا في الهلال وكذلك المريخ ليس بعيداً عن هذه (الكوميديا السوداء) ، حيث الإدارات الفاشلة التي لا تعرف (كوعها من بوعها) كما يقول المثل والأخطر من الإداريين الفاشلين والجهلة ، هو الإعلام السالب ،وصحافة التدمير و (القبض) التي لا يهمها غير مصالحها وجيوبها ،والأسوأ من هؤلاء وأولئك سماسرة اللاعبين والمدربين . *أسهل وأسرع قرار في الهلال والمريخ ، هو إستقدام المدربين ، وأسهل وأسرع قرار أيضاً هو إقالتهم ، في موسم واحد فقط هو 2014 مر علي فريق الهلال 8 مدربين (حتة واحدة) ما جعل موسوعة غينيس للأرقام القياسية محتارة ،تضع يدها علي خدها حتي الآن ! *فقد بدأ الهلال في اول عهد الكاردينال بالبلجيكي باتريك اوسميس الذي أمضي فقط 3 أشهر و 17 يوماً ، ثم التونسي نصر الدين النابي ،أعقبه مجدي كسلا ،ثم جئ بكامبوس الذي كانت له تجربة سابقة مع الفريق في العام 2009 ، تلاه التاج محجوب ثم مبارك سليمان ،فعاكف عطا ،ثم اختتمت (جوقة) المدربين ،بالمدرب الثامن فوزي المرضي . *اما في موسم 2015 فقد إستقدم مجلس الهلال بقيادة الكاردينال المدرب التونسي نبيل الكوكي ،الذي لم يمض وقتاً طويلاً وغادر بعد أشهر لبلاده بحجة مرض والدته ،ووقع عقداً مع أحد الفرق التونسية . *اما أكثر القرارات الصادمة والغريبة في مسلسل إعفاء المدربين فقد حدثت مع المدرب الفرنسي ميشيل كافالي الذي تسلم المهمة بعد الكوكي ، فقبل ان يكمل كافالي 66 يوماً فوجئ بقرار إقالته ،مع انه فاز في آخر مبارياته علي الأهلي شندي (عقدة القمة) بهدف وكان الفريق متصدراً للممتاز !! *والمدرب المصري طارق العشري (المدرب الحادي عشر) خلال عامين في مسلسل المدربين بنادي الهلال لم يكن أفضل حظاً ،فقد هرب هو الآخر لضغوط لم يفصح عنها ولاذ بالفرار كما فعل التونسي نبيل الكوكي ، ويعتبر العشري أقل المدربين إستمراراً مع الهلال (61) يوما !! *ثم إستعان الهلال بعدها بمدربين وطنيين أبرزهم مبارك سليمان (رجل الطوارئ) ، والفاتح النقر !! *الآن بدأت نفس سيناريوهات إقالة المدربين في الهلال بعد فوز الفريق علي تريعة البجا بهدف ، وترتفع نفس الأصوات مطالبة بإقالة المدير الفني دينيس لافاني ،لأن العرض لم يعجبهم !! *ومن جانبنا لا نستبعد ان يلبي مجلس الهلال دعوات برنامج (ما يطلبه المستمعون) ، وقد يكون قرار إقالة لافاني قد صدر بالفعل ، ليكمل هذا المدرب سلسلة حلقات من المدربين الذين تولوا الإشراف علي فريق الهلال خلال عامين فقط ! *ولكن السؤال الذي يحير موسوعة غينيس ، وعقلاء كرة القدم بالسودان ، ما هي المعايير التي يستند اليها مجلس الهلال في إختيار المدربين ، وكيف يقيم تجربة كل منهم قبل إصدار قرار الإقالة ؟؟! *هذا المسلسل الهندي لن يتوقف قريباً ، اذا لم يتم (إقتلاع) هذا الملف من الجهلاء بالتدريب وسماسرة سوق البصل ! *هل يعقل ان يتم تقييم مدرب أجنبي (بي حالو) بنتيجة وعبارة واحدة نقول فيها : (كيسو فاضي) ، ما هذه اللغة الشماشية ، مع إحترامنا للشماشة كافة ، فلعل بينهم من يكون افضل من هؤلاء الذين يعوزهم الأدب ،والتأسي بالعمل العلمي لا العشوائي ! *التقييم الفني والعلمي لأداء اي فريق ينبغي ان يشمل ، الإعداد النفسي والبدني ومستوي اللاعبين الفني كمجموعة وأفراد ، والأجواء المحيطة بكل مباراة، وظروف الملعب ، والإستاد والتشجيع ، والمدرب جزء من هذه المحاور ،فعند التقييم يجب ان يكون التقييم شاملاً وكاملاً ، وليس التعلق بشماعة المدرب وحده و (كيسه الفاضي)! *(مدرب لكل مباراة) او (مدرب بالأقساط) هذا ما نخشاه ! [email protected]
