أزمة التأسيس الفكري للحداثة (نموذج فرويد) تحدث فرويد عن وجود غير واعي (كلية الوعي الباطن) موجودة في عقل البشر ويعمل كمغذي للعقل الواعي، ويعيق عملية تنظيم التجربة، ويشتت لحظية "أنا أفكر". أي أن الإنسان ليس مجرد "أنا افكر"، كأن فرويد يتحدث عن القلب والوجدان والشعور الخفي كعنصر قوي ومؤثر في حياة البشر (الإنسان ليس مجرد عقل مفكر). أضاف فرويد لقاعدة "أنا أفكر" التي وقف عندها ديكارت وكانط عنصراً آخر هو احتياطي اللاوعي عند الإنسان. هذا اللاوعي وإن كنا لا نحس به مباشرة له أثر كبير على رغباتنا ونوايانا وتفاعلاتنا التي تشكل حياتنا اليومية. هذا اللاوعي هو في الحقيقة عالم قائم بذاته. فهل هنالك لا وعي فردي ولا وعي كلي؟ يقول فرويد بوجود شيء غريب عنا في داخلنا لا يمكن اختصاره في "أنا أفكر" وهو يؤثر فينا بل يحدد أفكارنا وسلوكنا. فكأن اللاوعي متعلق بتجربة الفرد الماضية وتجربة الكل الماضية يضاف اليها عنصر آخر اكثر عمقا واكثر تعاليا. ماذا عن متعالي كانط أليس له علاقة بلاوعي فرويد، وماذا عن وعي الوجود الكلي، وماذا عن العقل الفعال أو العقل العاشر الذي تحدثت عنه الفلسفة القديمة؟ يتحاشى العلماء الحديث عن الروح والنفس الخالدة بسبب إجماع المجتمع الفلسفي والعلمي الحداثي في ذلك الزمان على إبعاد كل الأفكار الدينية عن مجال العلوم والفلسفة. من هنا برزت أزمة الحداثة التي نعيشها في ما بعد الحداثة. [email protected]