بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حكمة الشيخة موزا تسبق المصاروة لاهرامات السودان. ولاكثر من عشرة قرون يرددون ذات القول ( العلاقات الازلية والمصير المشترك ووحدة وادي النيل ) وعلي مر التأريخ كانت ثمار تلك العلاقة يانعة سهل قطافها لمصر التركية ومصر الخديوية ترسل بعثاتها لجلب الذهب من جبال بني شنقول وسن الفيل وتأسر الرجال الاشداء الشجعان للجندية ومحاربة أعداء مصر دفعا للغزاة . ولا يتبدل الحال في عهد مصر مصرية الحاكم ولاكثر من ستين عاما لا يغادر ملف العلاقات المصرية السودانية وكالة المخابرات المصرية يتلقفه الصاغ صلاح سالم في بداية الحكم العسكري في مصر وما في جعبته لتمتين العلاقات الازلية الا رقصة أداها شبه عار في أحراش الجنوب ذهبت اثارها كما ذهبت اثار حملات الدفتردار التأديبية ثم لا يغادر ملف العلاقات ذات المخبأ الا ويقع في أيدي رجال المشير عبد البحكيم عامر الذي تسبب في نكسة عام 1967 وتهب حينها الخرطوم لنجدة ما تبقي من سلاح الطيران المصري وكان ماواهم قاعدة وادي سيدنا وتواصل عاصمة الصمود كفكفة دموع عبد الناصر فتساهم عبر المصالحة الشهيرة ومؤتمر الخرطوم في ضخ الاف الداراهم والدولارات الخليجية في عصب الاقتصاد المصري الذي انهار بفعل الحرب ويراوح ملف العلاقات المصرية مكانه في وكالة المخابرات المصرية فيعمد عمر سليمان الي تقمص دور الدفتردار فيرسل حملاته الانتقامية لقضم حلايب وشلاتين ثمنا لمحاولة اغتيال حسني مبارك وتأديبا لعلي عثمان طه ولا يتوقف الغبن الا باحكام الحصار الاقتصادي علي السودان بالثقل الامريكي الذي استغلته مصر وتواصل دور المخابرات وها هي اليوم تحكم الحصار علي السودان عبر دول حديثة واخري افريقية قديمة لتنال مبتغاها من حصة مياه النيل وهذه توظف فيها علاقاتها مع اسرائيل فالعداء للسودان يأتي حقيقة في مرتبة متقدمة علي الاخرين مما نحسبهم اعداء مصر . تأتي زيار الشيخة موزا---- حفظها الله---- وبذكاء الانثي الاميرة تستدعي حكمة بلقيس وتزور كردفان وما أدراك ما كردفان فهي طريق الاربعين الذي يؤسس لسوق الجمال بمصر وكانت الجمال في سالف العصر من أدوات المعارك بالاضافة الي فوائدها الاخري وللعلم كانت درب الاربعين ناقلا لحاصلات زراعية كثيرة أهمها حب البطيخ الذي تستقبله مصر من السودان وتعيد تصديره الي دول العالم من بين حاصلات زراعية اخري مثل الصمغ العربي . لا تقف حكمة الشيخة موزا وثاقب رؤيتها عند زيارة كردفان بل اردفتها بزيارة أهرامات السودان في بلاد النوبة القديمة التي كانت جزءا من مملكة النجاشي الذي اوي المسلمين في هجرتهم في صدر الاسلام والحديث عنه في الاثرالكريم لا يغيب فهو ملك لا يظلم عنده أحد. حسبت أن الاخوة في مصر سيفرحون ويهللون لزيارة الشيخة موزا لاهرامات السودان باعتبار أن السودان ومصر ( حته واحدة) كما يحلو لهم القول في لحظة ( الفهلوة) ولكن خاب ظني في أعلامهم اذ أطلق سيلا من الماء الاسن كما الذي تسقي به المزروعات المصرية اليوم وتنقلب غلتها سما زعافا تعود به المراكب مرفوضا من موانئ العالم وتتحول الاسماك المصيدة من مياه النيل عندهم الي كبسولات قاتلة بفعل السموم التي تصاد بها بدلا عن الشباك ووسائل الصيد الرحيم الاخري وكانت لدي الاعلام الفرصة للترويج للسياحة وزيارة الاهرامات عبر زيارة الشيخة موزة فقط اذا استعملوا الحكمة وحسن الخطاب زأبرزوا للعالم أن بناء الاهرامات تدرج من أهرامات السودان بداية الي أن اكتملت الصنعة في أعلي الوادي عند أهرامات الجيزة تحت دولة واحدة في ذلك الزمان وهكذا روح الفرعون تعميه عن الحقيقة. لا يضيرنا كثيرا ذلك ( الردحي) في الاعلام المصري الذي تحركة المخابرات المصرية وما نزال نتمسك بضرورة بناء علاقات مصلحة مشتركة والتي غابت خلال تلك القرون ولتبدأ مصر الدولة بتحويل ملف العلاقات المصرية السودانية من وكالة المخابرات المصرية الي وزارة الزراعة مثلا لتصبح عندنا أكبر مزرعة في العالم باستثمارات مصرية سودانية تنتج ثمار يانعه تسقي بماء طيب غير اسن وطيب اللحم من أنعام ترعي بعشب ينمو بلا أسمدة كيماوية واذا تحول ملف العلاقات المصرية السودانية الي وزارة الصناعة فتجد افضل صناعات الادوية في العالم تخرج من وادي النيل لما يتمتع به من وفرة أعشاب طبية وهكذا يسهم التخلي عن ( الفهلوة) أوتعبير ( أوتيته علي علم من عندي) في وضع علاقات البلدين في ميزان الندية وتبادل المصالح المشتركة. في الختام نزجي التحية الحارة للشيخة موزا علي زيارتها الكريمة وعبارتها الرشيقة التي خطتها في دفتر الزوار ( السودان أم الدنيا) ويصح لدينا أيضا ( السودان أبو الدنيا) كما مصر أم الدنيا. وتقبلوا أطيب تحياتي . مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد 19/03/2017