الصدق هو الوسيلة الوحيدة التي تعمل على بناء الثقة بين أطراف النزاع ويضمن نجاح الحوار الذي يفضي دون أدنى شك إلى ترسيخ الإستقرار والسلام الدائم في السودان. فهذه دعوة وليس استجداء لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بضرورة الانحياز للمصلحة الوطنية والاحتكام للحوار الجاد من أجل وقف الحرب والتفرغ للبناء وتنمية البلاد. ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في أغسطس 1955ف أهدر السودانيين مليارات الدولارات في التدمير الذي اهلك الحرث والنسل. وكان بإمكانهم توظيف تلك المبالغ للتعمير والبناء. وتمكنت دول الخليج في زمن وجيز من تحويل الصحراء إلى جنة بفضل التخطيط السليم وهاهي قطر التي كانت تعاني من التخلف وافتقار البنية التحتية حتى وقت قريب تستعد اليوم لاستضافة أكبر حدث رياضي، كأس العالم 2022ف، وقد سبقتها جنوب إفريقيا التي تحررت من نظام الفصل العنصري قبل اقل من 3 عقود. فما الذي جناه السودانيون من الاحتراب منذ الاستقلال الذي مر عليه أكثر من 6 عقود؟؟!! الحوار مفتاح السلام الذي يعتبر إسم من اسماء الله الحسنى والذي أنزل القرءان وأمر المسلمين واليهود والمسيحين بالإيمان بالزبور والتوراة والإنجيل والقرآن وملائكته ورسله الذين من لايؤمن بهم فهو من طائفة الضالين ضلالا بعيدا. ولكن لماذا يلح بعض أتباع الديانات ولاسيما المسلمين، على استخدام العنف وسيلة للدعوة التي أمرهم الله بها ضرورة ان تكون بالتي هي أحسن؟؟!! ويقول الله في محكم تنزيله : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) صدق الله العظيم. الأحزاب / 72 . المسؤولية الأخلاقية التي لا تتعارض مع الدين تفرض على من يتولى السلطة وزمام الأمور في البلاد التعاطي مع القضايا الوطنية بالحكمة وذلك بإعطاء كل ذا حق حقه لتفادي الاحتراب والفتنة التي تغوض السلام والاستقرار في البلاد. كما ان تجربة الحرب الأهلية بين السودانيين التي استمرت لخمسة عقود يجب ان تكون عظة وعبرة للنظام الحاكم في الخرطوم في تجنب تكرار خطأ الحرب التي فشلت في حسم الصراع بجنوب البلاد لصالحه ولذلك المصلحة الوطنية تقتضي الاحتكام للحوار لفض النزاعات وحقنا للدماء. الاختلاف والتنوع من ضرورات الوجود التي تضمن استمرارية الحياة ولذلك على السلطة ان تدير المسألة بشكل يعود إلى جميع المواطنين على اختلاف اعراقهم وثقافاتهم بالخير واليمن والبركات التي يحتاجها السودانيون بعد الحروبات التي خاضوها عبثا فيما بينهم منذ خروج المستعمر عام 1956ف. [email protected]