ومصر المتوهمة بمسلسلات وقصص الفتوة وروايات الخيال الواسع ظلت لعقود طويلة تعتقد انها الناهى والآمر فى المنطقة ، والآبلة التى تجلس امام التلاميذ فى المرحلة الابتدائية ليرددوا خلفها ابيات التمجيد والتضخيم لمصر ، بل تذهب ابعد من ذلك ان تطلب منهم الا يسمعوا الا ما تقوله ولايروا الا ماتراه هى دون ان ينطقوا ببنت شفة ، غير ذلك يجب ان ( يربعوا ايديهم ) ويغلقوا افواههم حتى تعود. فقربان الولاء والطاعة يجب ان يقدم لآبلة فقط حتى ترضى عنهم ، وحتى التواصل مع الخارج لايتم الا عبر هاتفها ورسلها ، اذ يعتبر اختلاف اى دولتين عربيتين سوقا ومربدا لمصر تشتهى فيه ما لذ وطاب من بترول ودولارات حتى تحشر انفها لتزيد الفرقاء افتراقا ولا عودة الا بإذنها ولا صلح ولا صفاء الا بعلمها وموافقتها. فقد ظلت ( آبلة مصر ) آبلة سيئة السمعة كما معلميها فى كل بلدان العالم ( تبيع الامتحانات وتساعد الطلاب على الغش ) والاسوأ من ذلك تأكل سندوتشات الطلاب ، فمصر التى كما اسفلت تتعامل مع كل الدول العربية ك( آبلة ) فصل هم تلاميذه تمارس معهم اسوأ انواع الابتزاز والجشع والمتاجرة بقضاياهم ، ترى انه من حقها استجواب اى دولة ومساءلتها بل تهديدها اذا ماخرجت عن يدها وتجاوزتها ، فالشيخة موزة ارتكبت خطأ جسيم عند زيارتها للسودان اذ كان يفترض أن تأخذ الاذن مصر التى لها حق رفض الطلب او قبوله وليس على الشيخة موزة سوى السمع والطاعة لقرار مصر الذي يسمح لها بالذهاب للسودان من عدمه ، بل تفرص مصر شروطها فى حالة الموافقة على الزيارة بتحديد عدد ساعاتها والاماكن التى يجب ان تزورها ومن تلتقيهم ، فقط على الشيخة ان تلتزم بما تمليه عليها مصر. فالهجوم على قطر وشيوخها ، له مايبرره عند المصريين الذين يرون ان كل شئ يجب ان يتم عبرهم وبإذنهم ، هم فقط من يحددون علاقات العرب ويرسمون خط سيرها ، بل تفرض عليهم ماذا ولمن يصدرون وماذا يستوردون منها على ان يقبلوا صادرتها حتى ولو كان تسقى من ماء الصرف الصحى او الصرف الصحى نفسه ، ليس من حقهم الاعتراض او الرفض فقط السمع والطاعة ، ( وماحدش يفهم اكتر من المصريين ). والآن سيختلف الصوت المصري تماما ويختفى بمجرد اعلان المناورات السعودية السودانية العسكرية ، لان مصر اعتادت ان تترمم على موائد السعودية ولحم كتافها من خيرات السعودية التى لم تبخل عليها يوما باغراقها بالدولارات والبترول المجانى ، كما استيعابها للعطالى المصريين من اصحاب الشهادات المزورة والثقة المهزوزة و غيرهم من الملايين الذين بامكان السعودية ان تطردهم قبل ان تشرق شمس الغد فى حال اى تهور مصرى بالاساءة للسعودية ، فالمصري المكروه فى جميع بلدان العالم غير الامين ولا الصادق فلا هو موثوق فى حديثه ولا عمله ، دوما موضع شك وريبة ومعرض للطرد فى لحظة ، تحتفظ به معظم دول الخليج حفاظا على علاقاتها السياسية فقط مع مصر هذه المكانة التى فقدتها المتعوسة مصر بتصرفاتها الرعناء ، وتخبطاتها فى تعاملاتها الخارجية ، فكل الشعب العربي خانق ومتضايق من مصر التى تحرم مواطنيها من ماء النيل والغاز ثم تصدره نقيا بلا مقابل لاسرائيل ، ومصر التى تغلق المعابر فى وجه الفلسطينين وتفتح مطاراتها و دواوينها لليهود ، لاتحظى باحترام اى مواطن عربي بات ينتظر صدور قرار من حكوماته يقضى بطرد المصريين من اراضيه. فآبلة مصر شاخت واصابها الزهايمر كقصة الفار التى احس انه تمساح فخرج على القطط يتحداها. فالسودانيين ( عبيد ) وبقية العرب ( متخلفين وجهلاء) يجب ابتزازهم و سحب كل اموالهم التى هى حلال على مصر هذا هو التصنيف المصري للعرب دون مواراة. فمازالت الابلة تريد ان تحبس التلاميذ فى الصف الاول ابتدائى وتطلب منهم ان يبقوا اماكنهم ولا يغادروا وان بلغوا من العمر عتيا وتجاوزوا كل مراحلهم الدراسية بنجاح ، لكنها تريد ان تبقيهم تحت امرتها يسمعوا ماتسمع ويروا ماترى ويفعلوا ماتمليه عليهم هى فقط ، وكل ذلك من اجل ان تأكل ما بشنطهم من سندوتشات. عفوا آبلة مصر ... الحصة انتهت [email protected]