ما بين القوسين أعلاه « يبدو إنو البلد فيها تحول ديمقراطي »، الذي جعلناه عنواناً لموضوعنا اليوم، هو عبارة بليغة لشاعرنا المبدع هاشم صديق، كان قد أطلقها في مناسبة سنأتي على ذكرها .. الجدير بالذكر ان الاستاذ هاشم صديق كان يقدم برنامج دراما 90 بتلفزيون السودان قبل عدة سنوات، ثم توقف عن تقديم هذا البرنامج واعتزل الظهور في الفضائيات السودانية كافة لسنوات طويلة لأسباب ليس من أغراضنا التطرق لها في هذه العجالة ، لأن غرضنا الأساسي منها هو المباركة لمبدعنا الكبير انهاءه لقراره السابق وعودته لمعانقة أنظار وأسماع وأفهام المشاهدين بمساهماته الابداعية والدرامية الثرة عبر برنامجه الدرامي السينمائي الذي انتظم في تقديمه مؤخرا من خلال شاشة فضائية النيل الأزرق .. هذه العودة الميمونة لشاعرنا المجود والدرامي الحاذق ، جعلتني أتذكر عبارته المار ذكرها أعلاه « يبدو إنو البلد فيها تحول ديمقراطي » ، فقد بدا لي وأتمنى أن أكون مصيباً أن عودة مبدعنا هاشم للظهور الفضائي وقطعه لقطيعته ومقاطعته للفضائيات التي تطاولت لسنين عددا ، لابد أن وراءها ما جعله يطمئن لعدم تكرار الأسباب السابقة التي دفعته لاعتزال الظهور عبر القنوات الفضائية ، وربما أيضا وأرجو أن أكون محقاً كذلك أنه استشعر أن هناك تحولاً ديمقراطياً حقيقياً وشيكاً غير مدغمس وغير منقوص شجعه على الظهور عبر الشاشات على خلاف رأيه السابق ، ولهذا ومن باب الشيء بالشيء يذكر ، تذكرت أن شاعرنا المبدع هاشم صديق كانت قد استضافته إحدى القنوات السودانية قبل عدة سنوات ، في تلك الاستضافة التلفازية وتحديداً عندما طلب المذيع المستضيف من هاشم الضيف أن يتفضل بقراءة رائعته «القرنتية» ، لحظتها كانت الدهشة قد بلغت أقصى سقوفها عند هاشم، فقال للمذيع مستغرباً «أنت متأكد»، وبعد أن أكد المذيع طلبه وطمأنه عليه، التفت هاشم إلى الضيف الآخر الذي كان يشاركه الجلسة وقال يخاطبه «والله يا فلان يبدو إنو البلد فيها تحول ديمقراطي»، وأضاف ما معناه «والله لو شفت الزرزرة اللي اتعرضت ليها عشان القصيدة دي، بقيت لو شفت قرنتية ساي أقرأ آية الكرسي» و... « قرنتية وما غواصة روسية.. قرنتية لا دبابة برمائية لا جاسوسة مدسوسة لا غواصة روسية.. لا جندية في حركة لا مختلسة مال شركة.. لا قصفت حدود فشلا.. لا كسرت صريف كسلا.. لا معروفة ختمية ... قرنتية لا صعلوكة لبست شورت لابتعرف شنو البظبورت لامحتاجة جنسية .....الخ القصيدة التي أذكر أن ملك ورائد الإعلام الشعبي الخزين رحمه الله كان يروج لها سراً ويبيع النسخة منها بمبلغ معتبر ، وكان قد باعني واحدة منها مازلت احتفظ بها بين أوراقي القديمة .. الصحافة