قام بنس نائب الرئيس الأمريكي اليوم الخميس بزيارة لمسجد الاستقلال أكبر مسجد في إندونيسيا في مستهل زيارته لأكبر دولة اسلامية يبلغ عدد سكانها 250 مليون نسمة 90 في المائة منهم مسلمون .هذه تمثل اول مبادرة من إدارة ترامب تجاه المسلمين . بالرجوع لأيام الحملة الانتخابية كانت هنالك انتقادات واسعة في العالم الإسلامي لخطابات ترامب التي كانت تميل لاذكاء الاسلاموفوبيا و زاد الأمر تعقيدا بعد تسلمه السلطة القرارات بمنع رعايا عدد من الدول الإسلامية بعدم الدخول أميريكا كل من هذين الأمرين تركا انطباع غير جيد وسط المسلمين نحن و الإدارة الجديدة . الزيارة لمثل هذا المكان المقدس تأتي في إطار فتح صفحة جديدة مع دولة تعتبر نموذج للتسامح الديني علي الرغم من أن اندونسيا في الاونة الاخيرة اصبحت تعاني من هجمات المتشددين الاسلاميين بين كل فترة و اخري و هذا ما يزعج الحكومة. هذه الزيارة تأتي في إطار دعم و إسناد للحكومة في محاربة الجماعات المتشددة و ايضا هي رسالة للكل في العالم الإسلامي ان أميريكا لديها الرغبة في الدخول في حوار الأديان . الشي الملفت و المثير للجدل ان هذه الزيارة تزامنت خلال اسبوع واحد مع 3 زيارات اخري لثلاث دول مختلفة، فلقد قام مستشار الأمن القومي بزيارة لافغانستان بعد أيام من عملية ام القنابل و هي تعتبر مرحلة ما بعد النجاح لاستثمار الفوز تأتي هذه الزيارة في إطار التباحث و التشاور مع الافغان في عدة مواضيع تتصدرها محاربة الإرهاب في نفس الوقت رسالة قوية بمفهوم أمني عسكري بأننا لدينا اليد الطويلة للوصول للكهوف و المنحدرات الجبلية و من ثم ارسال الوفود الأمنية و الدبلوماسية للتشاور و التعاون مع الحكومة و هذه سياسة جديدة اتبعت خلال هذا الشهر . بعد ذلك أقلع المستشار ليهبط في محطة ثانية هي باكستان و هي حليف قديم أميريكا للتفاكر مع السلطات المدنية و العسكرية في هذا البلد النووي و التعاون المشترك لإيقاف المد الشيعي في المنطقة . الزيارة الثالثة الهامة كانت لوزير الدفاع الأمريكي ماتيس يوم أمس للسعودية و اجتماعه بالملك وولي ولي العهد تأتي في إعادة الأمل و الحياة للحلف السعودي الأمريكي و الاستماع لمطالب قادة المملكة في احتياجاتهم العسكرية و كان هنالك تطابق في وجهات النظر في عدد من الملفات خصوصا دور ايران و ما تمثله من خطر و تهديدها الإقليمي الأمني للمنطقة خصوصا دعمها للشيعة في اليمن و هذه اول زيارة للوزير من تسلمه منصبه . بالنظر لكل الأحداث خلال هذا الاسبوع و الزيارات من أهم ثلاثة شخصيات في إدارة ترامب يعني ان هنالك توجها يأخذ تناغم هارموني و اتفاق في السياسة الخارجية التي تولي اهتمام بإنهاء الإرهاب خصوصا قبل انتهاء 100 يوم الأولي. هذه الزيارات في توقيت واحد لم تحدث من قبل مما يعني أن هنالك استعجال لحل كثير من الملفات العالقة منذ أيام اوباما. لكن تظل دوما السياسة الأميركية تتبع القرارات المدروسة من مؤسسات علمية ترفد الطاقم الحاكم بالتوصيات و هذا يمكن سر النجاح لإدارة ترامب خلال اسبوع من حشد عسكري في كوريا الشمالية الي مسجد الاستقلال و كسب ود المسلمين و إعادة الثقة المفقودة كل هذه الأشياء تعتبر عودة قوية للمشهد الأمريكي في المنطقة في قارة آسيا و الشرق الأوسط . تظل الايام دوما حبلي بالمفاجات كما تعودنا من الإدارة الجديدة في واشنطن ، فهل تكون المحطة المقبلة وثبة علي أفريقيا و الصراع في شمالها في بلد النهر العظيم ؟ هذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة. نشاط الطيب همام