٭ ضرب اثنان من الأشقاء في المملكة العربية السعودية مثلاً عالياً في محبة الأم، حيث ظل كل منهما يصر على أن تكون والدته تحت رعايته، احتدم النقاش بينهما إلى درجة أوصلتهما إلى القضاء للفصل بينهما، قال الأخ الأصغر إن والدته ظلت لمدة طويلة تحت رعاية شقيقه الأكبر، وأضاف أن من حقه هو الآخر أن يجد الفرصة في رعايتها، وبسؤال المحكمة للأم، أكدت أن الابن الأكبر يمثل عينها اليمنى، أما الأصغر فإنه يمثل عينها اليسرى، رأت المحكمة أن تكون رعاية الأم للابن الأصغر، بعد أن لاحظت أن الابن الأكبر قد أصبح متقدماً في السن، بالإضافة إلي أنه رعاها لعدد من السنين، وبهذا ضمن كل منهما طريقه إلى الجنة، قال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام (الجنة تحت أقدام الأمهات). ٭ قلت لصديق عزيز أعرف أن له صداقة عظيمة بإمرأة، إذا تحدثت إليك شعرت أنها نسمة تتكلم، أما إذا ابتسمت فإنك تشعر أن الأحزان رحلت حيث لا عودة، قلت له: متى سنشهد لكما عرساً بين عصفورين، فقال لي: عرس من؟ فأجبته : عرسك أنت من (فلانة)، فأطلق ضحكة عالية وهو يقول: إن الذي بيني وبين هذه الجميلة صداقة تتوجها البراءة، فقلت لنفسي: لو أن الراحل الحبيب الدكتور محمد عثمان جرتلي استمع لهذه الكلمة لقال قولته الشهيرة : ليس هناك صداقة بين رجل وامرأة إلا في حالة واحدة هي إذا نامت الحمامة مطمئنة لمكر من الثعلب. ٭ بعد أن ظل هاجس الانتحار يلازم الكاتب الأمريكي (همنغواي) والذي كتب أعظم رواية عرفها المجتمع الأمريكي (العجوز والبحر)، أمسك هذا الرائع ذات يوم بمسدسه ثم ضغط على الزناد منتحراً، زملاؤه المعاصرون له أكدوا أنه كان في آخر أيامه يقول إنه لم يعد قادراً على الكتابة، وكان يؤكد دائماً أنه من الأفضل للمبدع أن يموت وهو في قمة عطائه على أن يموت مثل حصان عجوز يتغذى على حزمة الذكريات الذابلة. ٭هاتفني أحد الأصدقاء أنه يرغب في قضاء شهر العسل بين أحضان مدينة كسلا، وأشار إلى أن عريساً سبقه إليها قال إن كسلا لم تعد كسلا التي جعلت من الشعراء يتسابقون لاقتناص فراشة من حدائقها، فقلت له: يبدو أن صديقك هذا أعمى بصر وأعمى بصيرة، لأن من لا يرى للتاكا شموخاً، ولا يرى لتوتيل صباحاً ولا يرى للقاش إخضراراً، ولا يرى المئات من البساتين المزهرة هو إنسان يستحق أن تطلق عليه رصاصة الرحمة. ٭ تفاجأت بالموسيقار بشير عباس يزورني في منزلي في ليل كان ماطراً، ليقول لي إنه أوشك على اكتشاف حدث فني هائل يتمثل في مثلث ذهبي يتشكل من أخوات ثلاث، وأضاف إذا استمعت إلى أصواتهن ستشعر أنك تحلق إلى سماء غير هذه السماء، كانت أول أغنية أكتبها للبلابل لون المنقة، نجحت هذه الأغنية إلى درجة أنها أصبحت فيها المنقة هي الفاكهة المفضلة في كل بيت سوداني ٭ هدية البستان أشهد ليك حلاتك بتنقط عسل بتلم الحبايب وبتعز الأهل اخر لحظة