حركة نشطة سرت في برج المراقبة بمطار الخرطوم..بعدها سرى صمت مصحوب بقلق.. الطائرة الرئاسية لم تلق الضوء الأخضر للهبوط في بلاد الكتاب الأخضر.. كان ذلك حينما تأهب الرئيس البشير للمشاركة في قمة عربية أوربية عقدت في ليبيا..اكتملت الاستعدادات لسفر الوفد الرئاسي..وتم تأجيل السفر في اللحظات الأخيرة بسبب كثافة الضغوط الأوربية. يبدو أن السودان مقبل على أيام نضرة على الصعيد الدبلوماسي ..الاستخبارات الأمريكية أصدرت شهادة براءة الحكومة السودانية في مجال رعاية الإرهاب..شهادة حسن السير والسلوك جاءت علنية وأمام الكونغرس..صحيح أن القرار النهائي سيصدر من البيت الأبيض حيث يجلس رئيس لا أحد يستطيع أن يتنبأ بقرارته..لكن كل المؤشرات تتجه إلى رفع اسم السودان من قوائم دعم الإرهاب وكذلك إنهاء العقوبات الاقتصادية المؤلمة. من هذه المؤشرات دعوة الرئيس البشير للمشاركة في القمة العربية الأمريكية المقررة بعيد أسبوع في العاصمة السعودية..هنالك سيكون الرئيس الأمريكي ترامب حضورًا مع عدد كبير من زعماء المنطقة ..من الأفضل ألا تتعجل الدبلوماسية في تأكيد مشاركة الرئيس في هذه المناسبة..وربما يكون من الحكمة بمكان إسناد المهمة لرئيس الوزراء الجديد..هذا التريث يسحب البساط من عدد من مجموعات الضغط التي ستسعى لقطع الطريق أمام أي لقاء مباشر بين ترامب والبشير. في تقديري أن مشاركة الرئيس ليست ضرورية في هذا المحفل..قبل ذلك سيكون في نشاط في قمة مجلس الخليج مما يمكنه إرسال رسائل عبر عدد من رؤساء الدول لإدارة ترامب دون أن يتحمل دفع قيمة طوابع البريد..كما أن الحكومة الجديدة ستكون في أسبوعها الثاني.. الإصرار على الزيارة قد يثير غضب المجموعات المعادية للسودان فتتحرك من داخل الكونغرس الأمريكي أو دوائر صنع القرارات في المؤسسات الأخرى..هذه الحركة سيكون لها صدىً في مناخ ارتفاع حدة العداء بين أمريكا وكوريا الشمالية..الإحساس بالمخاطر يرفع من حاسة الحذر ..لهذا علينا إعادة التفكير ومن زوايا متعددة. في جدوى أن يترأس الرئيس شخصياً وفد السودان. الآن السودان أمام فرصة تاريخية للخروج من نفق العزلة الدولية..لهذا من الأفضل أن نحسب لكل خطوة ألف حساب..هنالك عدد من السيناريوهات إذا أصرت الدبلوماسية السودانية على فكرة سفر الرئيس إلى الرياض في هذا التوقيت..لكن بالطبع إذا توفرت كل الظروف لسفر الرئيس وإمكانية تواصله الفعال مع الرئيس ترامب سيكون السودان قد سدد ضربة قاضية للمحكمة الجنائية وفند كل دعاواها ضد رموز الحكومة السودانية. بصراحة..واحدة من اللغات الدبلوماسية المعتمدة الغياب من أي مناسبة تكون مبررات الغياب منطقية..الوقت الآن للعمل بهدوء ودون ضوضاء. الصيحة