أرتبط أداء العمرة ب "الزوغة" ، خلال السنوات الماضية ، حيث أعداد كبيرة من المعتمرين ، وبخاصة من فئة الشباب ، "يتخلفون" عن العودة الى السودان ، وينتشرون في مختلف مدن السعودية ، بحثا عن العمل ، في وقت كانت فرص العمل "متاحة" ، ويظل المعتمر يعمل ، لعدة سنوات وحينما يقرر العودة ، يتحقق له ذلك دون عناء كبير ..فيما تغيرت الامور كثيرا في السعودية ، التي يكابد فيها من يحمل اقامة نظامية من أجل عمل مستقر ، وبالتالي لن تجد معتمرا يفكر في "الزوغة" ، كونها تجلب مشاكل كثيرة ولاتوفر أية حلول . أيضا خلال تلك السنوات كان المعتمر لا يرتبط بأي وكالة سفر ، غير أنه يحمل شيكا مصدقا بقيمة 800 ريال شرط لأداء العمرة ، حتى يتمكن من مقابلة احتياجاته اليومية. في الوقت الراهن أصبحت الوكالات هي التي تعنى بأمر المعتمرين والحجاج ..ورغم أن هذا التنظيم يعد عملا إيجابيا ، غير أن هناك سلبيات لاتخفى ، ينبغي ان تعالج ، بداية أن المعتمر يصل السعودية ، وغالبا لايحمل "ريالات" تمكنه من الانفاق الشخصي ، وهذه يجب ان لاتترك لأهله أومعارفه ،فمن بين المعتمرين من قد لايتوفر له ذلك. وهذا يحتم أن يكون من ضمن المبلغ الذي يدفعه المعتمر للوكالات مقابل مالي يتسلمه عند وصوله السعودية وفقا لشيك معتمد . ثانيا المبالغ التي تحصل من المعتر والتي تزيد عن ال 9 الاف جنيه ، تعتبر كثيرة اذا ماقورنت بالخدمات التي تقدم للمعتمرين الذين تتم استضافتهم في فنادق "متواضعة" وبأعداد كبيرة في الغرف الواحدة ..ولكي نقرب الصورة اذا اراد شخص خلال الاشهر التي تسبق رمضان أداء العمرة من مدينة الرياض التي تبعد عن مكةالمكرمة أكثر من الف كيلو فانه يدفع مبالغ تتراوح بين " 70 الى 100" ريال ، مع الترحيل والسكن ، لمدد تتراوح بين "3- 5" أيام . صحيح ان القادم من الخرطوم عبر الطيران تكون كلفته أكثر ، ولكن كلفة السكن مرتفعة جدا ، كما ان خطوط الطيران خلال هذه الفترة نجد تذاكرها اقل كلفة كون أهل السعودية في انشغال طويل عن بالموسم الدراسي الذي أنتهى أمس الأحد، وهو يعني قلة المعتمرين . الى جانب التكلفة العالية لا توفر هذه الوكالات أي قدر من الاهتمام ، فاذا ضل شخص عن مقر سكنه لايوجد من يبحث عنه ، أوحتى يٍسأل عن سر غيابه ، فقط يتم تجهيز البص للمغادرين من مكة الى المدنية ومن ثم تسفيرهم عبر المطار او الميناء !. أخير العمل الذي تقوم به الوكالات يمكن ان يكون افضل بكثير من الذي يجري الان ، فعليها بمراجعة تكلفة العمرة ، وتكليف اشخاص يقومون على أمر المعتمرين ، وتوعيتهم بأداء العمرة ، حتى تكتمل الصورة في شكلها المطلوب . مصطفى محكر