يقول الله سبحانه وتعالي في محكم تنزيله وهو أصدق القائلين . (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(117) الانعام إتخذ نظام الإنقاذ الغاشم من الخداع والكذب ، والنفاق اسلوبا" للحكم طيلة تسعة وعشرين عاما من البقاء في السلطه مصحوبة بما عهده الجميع من رأس النظام واتباعه من فساد لم تشهده بلادنا في تاريخها واستبداد وغطرسه ، وتكبر ، وتجبر يحكم بالحديد والنار ، ويتخذ من قهر الشعب ، وإذلاله سبيلا لقمعه ، وتكميم افواه ابنائه وبناته . ظل يراوغ طيلة هذه السنوات ببراعة ومكر الثعالب يشتري ضعاف النفوس بابخس الاثمان ويستميل هواة الثراء والمناصب من الطائفيين كالختميه والانصار ، وغيرهم من عديمي الوطنية والضمير فانقادوا كالبهائم ، لحظيرته النتنه ، يقتاتون من بقايا موائده في الإستوزار الاسمي والاندماج في مؤسساته المشبوهه ، تلاحقهم اللعنات الأبديه ، وإنتظار ساعة الخلاص ، ليلاقوا حسابهم المحتوم . كل هذه السنوات الطوال ، والرئيس ، وافراد اسرته ، والوزراء ، ومنسوبي الحزب سيء الذكر المؤتمر اللاوطني والمراغنه ، وابن الصادق ، واهل احزاب الفكه يتقلبون في النعيم بينما يلتهم الغلاء الفاحش المتصاعد يوميا كل مدخرات الشعب الضعيفه ، والامراض والاوبئة تفتك بالناس دون ادني اهتمام للسلطه الحاكمه بما يجري !! وتنعدم الخدمات الضرورية ، وتتضاءل فرص الحياة الكريمه بلا التفاته؛ يعيرها أهل السلطه لتلك المصائب . لكن ربك بالمرصاد فهاهي المصائب والمحن والصعوبات ، تأتي جميعا لتضع النظام اما اختبار أقل ما يوصف بانه صعب للغايه ؛ فالنظام الذي تعود علي العيش ببيع المبادئ ، والخنوع ، وبيع ثروات ، ومقدرات ، واراضي الوطن لمن يدفع وهو يرتهن كل ما يملك في سوق النخاسه لدول الخليج : ويدفع بابناء الجيش لساحات معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل بينما يتقاضي عن اراضى الوطن المحتله جبنا" وانكسارا" . حملت الانباء ان (السعوديه ، والامارات) التي يحتمي النظام بهما لنيل رضاء اميركا قامتا مع مصر ؛ التي يكن لها النظام عداء كبيرا" بقطع العلاقات مع (قطر) بل وبفرض مقاطعه عليها اشبه بالحصار فما هو موقف (البشير)حيال هذه المعضله المفاجاة ؟!التي اهتزت لها اركان نظامه ، وكيف يكون موقفه تجاه قطر ؟! التي ترعي النظام اقتصاديا" بالمنح ، والهبات ، وبضخ العملات الحره ؛ التي هي أشبه بالدم في عروق النظام المتيبسه دائما ؟!. الموقف واضح لا يحتمل مسك العصا من المنتصف فأما مساندة موقف المملكة السعودية التي لاتقبل بانصاف المواقف في هذه الأمور ، وكما دفعته لانهاء علاقته مع (ايران) من قبل فهو الآن بين مطرقة دول الخليج ، وسندان دولة قطر ؟ . اما الداخل فهو يغلي كالمرجل فالاوبئة ، والغلاء ، وتصاعد ، وتيرة العداء بين الدعم السريع ، وجيش موسي هلال سيقضي اي صدام بينهما علي الاخضر ، واليابس لما يملكانه من مقدرات عسكريه ، لا يملكها الجيش نفسه والذي سيقف موقف المتفرج اذا اندلع الصدام ، وستتوسع الرقعه الي ان تصل الخرطوم نفسها التي تمتلئ بالبؤر الخامده ، واعداء النظام من الخلايا النائمه ، وكذلك لابد من النظر الي انتهاء فورة الارهابيين في (ليبيا) التي يغذيها النظام بالسلاح والدعم ارضاء (لقطر) بعد ان تولي الجيش المصري مهمة القضاء عليها ، والتي بالقطع ستزيد من قوة ونفوذ الجنرال الليبي (حفتر) الذي تسانده الحركات الدارفورية المسلحة لتلقي منه مزيدا من الدعم والسلاح المتقدم لتتقدم نحو الاقليم المضطرب اصلا" . النظام مواجه بتحديات تفوق قدرته علي المناورة زد علي ذلك الصراع الداخلي بين العسكر ، والمتأسلمين إذ تشهد الساحه تضاؤل نفوذهم ؛ واضمحلال عهدهم لن ننتظر طويلا كما يبدو اذ ان عدالة السماء ستقول كلمتها استجابة لدعاء المظلومين ، والمقهورين ضحايا نظام القهر والإستبداد.. . غالب طيفور