أراه لسان حال الدولة القطرية التي نهضت خلال السنوات الماضية ... نحن في محيط عربي غريب... يحسدك على النجاح ويترقب عثراتك ليفعل بك الأفاعيل. لماذا هذه الحرب الشرسه على قطر؟ قطر صعدت عبر سياسة واعية وإستطاعت أن تجد لها مكاناً في خارطة السياسة العربية وتعلمون دورها الكبير في قضية دارفور وجهدها الواضح في ذلك الملف. قطر سبقت الجميع عندما صنعت قناة الجزيرة والتي قدمتها للعالم وكذلك كشفت للمواطن العربي حقائق ومايجري في الحرب على العراق وكذلك أبرزت نتوءات الربيع العربي في دول جاهدت كي تخفى الحقائق كمصر وغيرها. أعتقد أن الدور السياسي البارز الذي كانت تقدمه قطر في محيطها كافياً لدولة كالسعودية تعتقد أنها الوصي على دول الخليج أن تضمر شراً، وأستغرب أن لا تستحي السعودية من دفع المليارات المتلتلة لترامب في زيارته الأخيرة إليها ولا تلبث أن تلتفت بخدها نحو قطر لتنفث عليها الحمم. وأعتقد أن رد الفعل السعودي أيضاً هو أحد إفرازات الحرب على اليمن والتي بلا شك لها تأثيراتها على الفعل السياسي ككل. أما مصر .. فتباً لمصر. أينما حل الخراب فستجد مصر التي تعيش على وهم أم الدنيا وتستهزئ بكل العرب، وأيضاً ما يمغص عليها الدور القطري في قضية دارفور والتي نهجت فيه قطر نهجاً صادقاً ليس كما تريد مصر التي تنصِب نفسها السلطان العثماني الجديد على الدول العربية. كذلك لم تستر مصر عوراتها وجراحها التي كشفتها قناة الجزيرة إبان مذبحة ميدان رابعة والربيع العربي. لكني أستغرب لموقف دولة الإمارات ... والتي ماعهدناها إلا ساعياً في خير وبشيراً، ولربما هو التأثير السعودي علبها ... فقد وضع جورج بوش نهجاً سياسياً أيام حربه على الإسلام (كل من ليس معنا فهو ضدنا). قرأت في تحليل لإحد الكتاب أن السبب الحقيقي للخلاف هو نكوص قطر عن دفع جزية مشتركة بينها والامارات والسعودية لترامب. قد يكون صحيحاً لكن بلا شك أن نهوض قطر وتقدمها وحراكها السياسي والإجتماعي في محيطها العربي لم يعجب الكثيرين، وأرى أن قناة الجزيرة وراء الكثير من المشكلات ... وأعتقد أنه وحتى مونديال كاس العالم 2020م بقطر .... ستحدث الكثير من المتغيرات. وأومن بأن هناك غيرة سياسية. لن تستطيع قطر مهما أوتيت من قوة من الصمود أمام هذه الدول الكبيرة وليس بغريب لو تدخلت هذه الدول بالقوة لتغيير النظام القطري والإتيان بتابع وإخراس قناة الجزيرة للأبد. حسن النضيف