أظهرت نتيجة الشهادة السودانية أن نسبة نجاح المدارس الحكومية ما تزال متقدمة على المدارس الخاصة. فكان النجاح فيها بنسبة 74 في المائة بينما حصلت الخاصة على73 فاصل 6. ولكن المشفق على المدارس العامة أنها هبطت 4 درجات عن نتيجة 2016 بينما هبطت الخاصة درجتين. والله ثم والله كنت اعتقد من الظاظا التي تكتنف نجاحات المدراس الخاصة تسويداً في الصحف (بس بالألوان) وغيرها أن المدراس الخاصة هي البرنجي والمدراس الحكومية هي الطيش الذي عند ربو يعيش. لقد "سوّق" أصحاب هذه المدارس فانتازيا أنهم ارباب الإحسان فإذا بهم في ذيل التعليم الحكومي على ما نعرفه عن بؤسه. وعنوان هذا البؤس العظم مشكلة أسموها "الاجلاس". وهي توفير مقاعد كافية للتلاميذ حتى ولو على بروش. المهم: هناك سر في التعليم العام لو ندري. فقال الكاتب الأمريكي كنيس قالبريس في كتابه "ساعة الليبراليين" إن للدولة حوبة. قالها بالإنجليزي. وتعني أن الدولة هي محط العناية الأخير لمن وقع عليها. وهي ما تزال عندنا مقصد غمار الناس على تنصلها عن الخدمات بصورة ماكرة. وفي غمارنا أبناء نيرون وبنات نيرات. لسنا ضد التعليم الخاص إلا أن يكون سوقاً ذا جلبه "نصلح الشهادات" ونجاحاً شبه. فقد جاء وعنوانه التركيز على اللغة الأجنبية. فلنأخذ خيره ونترك شروره التي تطرقت لها في مقالات عن مدارس كمبردج لسنوات خلت. ووجدت حكمة أخذ اللغة الأجنبية المهجورة في التعليم الحكومي من نادرة معروفة. فقيل إن كديساً اقترب من الفار وعياله الصغار. فأرتعب صغار الفأر ولكن الفأر الأب بدأ يهو هو كالكلب. هو هو هو. فخاف الكديس وأطلق ساقيه للريح. فالتفت الفأر الأب لصغاره وقال: "لي زمانكم شفتو بعيونكم فايدة تعرف لغة اجنبية". وعينا الدرس بطلو الهوهوة. عبد الله علي إبراهيم