* والاتفاقية، القاضية بعد توقيعها، بإعادة تدريس مادة اللغة الفرنسية في المرحلة الثانوية، تبني في النظام التعليمي فصولاً جديدة لإنتاج تفاهم مشترك بين السودان والعالم الخارجي عبر اللغات، وبشكل مرتب يدخل في النظام التعليمي الأساسي وليس عبر مهارات المراكز الأجنبية، وبالضرورة بمنهج يكون تحت إشراف وزارة التربية والتعليم. * والسيد مدير الامتحانات بوزارة التربية والتعليم (عوض النور)، يبين في النبأ أن الحاجة كبيرة لتعليم اللغة الفرنسية في الثانويات، لما تمثله من أهمية كلغة ثانية على مستوى العالم. وأنه قد تمّ اختيار 18 مدرسة ثانوية لبداية المشروع التعليمي - دون تسميتها - كبداية لإعادة تدريس اللغة الفرنسية فيها. كما أن الاتفاقية تلزم دولة فرنسا بتأهيل المعلمين في الفترة المقبلة، وذلك عبر الابتعاث للتدريب على تعليم اللغة بالطرق الحديثة والمتطورة، حتى يتسنى لهم من بعد ذلك تمريرها للطلاب. * الطلب في سوق العمل والتعليم على السواء للكوادر المؤهلة باللغات الأجنبية، بجانب اللغة الأم العربية، صار واحداً من الضروريات الآنية للعصر، وليس كمالية تسعى لها وزارة التعليم هنا عبر إدخال اللغة الإنجليزية منذ مرحلة الأساس - رغم احتجاج بعض العقول المتحجرة عليها - أو الآن بإعادة تدريس اللغة الفرنسية. فقبل فترة قصيرة تطرقنا للأمر من الجانب الذي تمارسه المراكز الأجنبية ولا تعيه الجهات الرسمية. فالمراكز الأجنبية تقدم لطلابها خدمة تعليم لغة أجنبية بشكل مؤسس، يفتح لهم آفاقاً متقدمة في حاجاتهم المعيشية من حيث وظائف الترجمة والمرافقة السياحية، أو حتى التدريس وغيره من الوظائف داخل البلد، ويضمن ولاءهم المفتخر لها وبالتالي لتفكيرها وسياساتها. والفقرة من العمود السابق (لسانهم تفكيرنا): (والمدهش في هذا السياق أنه كلغة تسيطر على سوق العمل والمجتمع، مخصصة بشكل شبه كامل للمدارس والجامعات الخاصة، ولا تديرها الحكومة بشكل عام. كمثال نظام التعليم التشادي الذي يدرس الطلاب في المدراس الحكومية اللغة الفرنسية.)، حسناً، يحق لي أن أغشني بتأثير ذاك العمود لتوقيع الاتفاقية، لمجرد رفع روحي المعنوية! * والمعاني الجميلة التي تسوقها وزارة التربية والتعليم في نبأ لم يجد حظه من الانتشار الجيد، بسبب ما يواجهه البلد من حالة استثنائية، تزول - بإذن الله - إنها تتنبّه الآن لضرورة إنفاذ الخطط الجيدة والمنقذة لحياة المرحلة الثانوية. حيث ظلّ كثير من المدرسين، خاصة الجامعيين، وطوال السنوات الماضية يجأرون بشكوى المستوى الفكري والتعليمي للطلاب. قس على ذات الشكوى حال مستوى طالب لا يفقه شيئاً في اللغة الفرنسية، وقد تم قبوله في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية! * والمركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم. كواحد من المراكز الأجنبية الفاعلة والناشطة في تقديم خدمة تدريس لغته، بجانب النشاط الثقافي وتبني كثير من الفنون، الآن لم يعد المكان الحصري للغة الفرنسية. فعبر الفصول المنتظمة بالمدارس الثانوية لتعليم اللغة الفرنسية عبر النظام التعليمي، صار ممكناً أن يتناول طلاب المدارس الحكومية عصير اللغة الجميلة، فإما أن يكتفي كمركز ثقافي بجانب الفعل والنشاط الثقافي، أو أن يجد الشكر من خريجيه لإتاحة الفرصة لهم بالتوظيف الجاد، كمعلمين للغة الفرنسية في المدارس الثانوية، بدلاً من فرشها على ناصية المركز يتسولون صداقاتهم بكلمات (بونسوا، مغسي بوكو، أو، سوسامباسبل!)