دق الجرس قد اصبح قدرنا ومصيرنا في جامعة شندي، ان نطالع كل يوم أخبار التردي الشنيع في الأداء الاكاديمي، واخبار الفساد الاخلاقي والمالي المقزز والمخجل الذي ضرب كل مرافق الجامعة. ولكن بين طيات هذا الأمر ثمة قضية هامة جدا ومثيرة للبحث والمناقشة، وهو الصمت المريب الذي أبدته وزارة التعليم العالي بمؤسساتها المختلفة ذات العلاقة بهذه القضية ومجلس الجامعة من ناحية اخري، وهو التزوير الواضح والبين والذي لا يقبل جدلا، حيث ضربت ادارة جامعة شندي لوائح التعليم العالى وزورت في مستندات ومعلومات رسميه ومدت الوزارة بمعلومات مضلله وكاذبه لأخذ الموافقه لقيام كلية الحاسوب وتقانة المعلومات بالجامعة، حيث قامت الادارة بارسال اسماء صورية للعميد ورؤساء للأقسام العلمية جميعاً يحملون درجة الدكتوراة. وبعد قرار وزارة التعليم العالي بانشاء الكلية قام المدير المزور بتكليف أستاذ يحمل درجة الماجستير عميداً للكلية ونشرو في موقع الجامعة اسم هذا الاستاذ مدينو صفة الدكتور بصوره مهينه ومن غير اخلاق مهنية ولا امانه علميه. هذا من جهة و من جهة أخرى التزوير الاخر والذي يعد تجاوزا للقوانين وتلاعبا في قرارات وزارة التعليم العالي، ولا سيما في إطار الحقائق التي توصلت اليها اللجنة برئاسة أمين الشؤون العلمية بجامعة شندي والتي أوصت بفصل مدير مكتب المدير في قضية تزوير شهادات بكلية التمريض العالي بالجامعة.. لقد شاهدتم جميعا ما تقوم به الدولة – بمختلف مؤسساتها – من تضييق ومطاردات وما تعج به الصحف من جرائم يشوب أغلبها الغموض في تحديد أطرافها ومرتكبيها وأحيانا يقبضون على الشرفاء من الأعمال البسيطة بحجج واهية كتشويه المشروع الحضاري أو عدم الترخيص وما شابه، بينما يصمتون تجاه جريمة مكتملة الأركان وواضحة وضوح الشمس.. وهذه الجريمة لا تنحصر فقط في جامعة شندي وإنما في حق وزارة التعليم العالي. جامعة شندي العريقة التي كانت تحتل مركز عالمياً في يوم ما وتراجعت بفعل هذه المخالفات والتراخي في حسمها ولا أبلغ على ذلك من هذا الموقف. كان اسمها شامخاً يرفرف عالياً بين الجامعات ولكنها في غفلة من الزمان أضحت ألعوبة في أيادي من كانوا يحلمون بالمرور قربها وليس العمل بها والتحكم في مجريات أمورها؟ سؤالنا سيظل قائما وسنطرحه بقوة أين مجلس الجامعة وقبله التعليم العالي من هذه الجرائم؟ كيف يحدث مثل هذا الخطأ؟ ثم لماذا الصمت؟ أنتم يا مجلس الجامعة وياوزارة التعليم العالي مطالبون بتقديم تبريرات للرأي العام بشأن هذا الخطأ؟ ما يهمنا الآن سمعة جامعة شندي ومصداقية ونزاهة أكبر مؤسسات الدولة (وزارة التعليم العالي) وهي المعنية بأمر العلم والتربية والأخلاق، ومثل هذه الحادثة التي يعرفها القاصي والداني لا تمس فقط مدير الجامعة هذا ولا مدير مكتبو وإنما تمس كل من ارتبط بالجامعة وتعب وكد ونال منها درجة علمية يستحقها.. فلماذا الصمت والسماح بهذا الانحطاط..؟ سنظل نطرق هذا الموضوع حتى نجد مبررا وردا شافيا من الجامعة ووزارة التعليم العالي وغيرها.. فهو فساد واضح وبين والدعوة لكل خريجي وابناء جامعة شندي وشرفاء السودان للوقوف في هذه الخطوة الخطيرة.. فقد ضاعت سمعة العديد من الجامعات السودانية نتيجة لهذه الأفعال الشاذة، أما وأن يصل الأمر لأنشودة السودان فلا والف لا.. ولنا عودة ... باسل عبدالرحمن