* كان الأمل والتفاؤل والشعر الجميل هو ما نستقبل به الخريف فى سودان ما قبل (الاخوان المسلمين)، وحكمهم الجائر الظالم الذى جثم على صدورنا منذ عام 1989 وحتى اليوم، ودمر وأفسد وانتهى بشكل فعلى من السودان فى كل شئ، من السياسة والاقتصاد وحتى كرة القدم، التى أصبحت حسب رأى أحد المعلقين فى صحيفة (الراكوبة) الغراء (كوارع قدم) وليس كرة قدم .. ولقد ظلم (الكوارع) والله، هذه الأكلة الشعبية اللذيذة التى يحبها السودانيون ولكنها إستعصمت بالغلاء عنهم فى زمن (الأحزان والكيزان)، فصاروا يتلذذون بذكرياتهم معها بدلا عن التلذذ بتذوقها !! * الآن صار الخريف نقمة وغرق وطين وبؤس وهوان وهوام ومرض وابتلاء (كما يقول الفاسدون ) تبريرا لفشلهم وخيبتهم فى الاستعداد لفصل الخريف والاستفادة من خيراته بدلا عن الغرق فى خيرانه، ومما يُضحك أنهم لا يكفون عن متاجرتهم بالدين حتى والناس غرقى فى الوحل والطين، فيحدثوننا عن (امطار الخير والبركة) التى أنزلها الله رفقة ورأفة بأهل السودان وعباده المخلصين .. نعم أنزلها الله رأفة بأهل السودان المخلصين، ولكنكم بفشلكم وفسادكم وعجزكم وأكاذيبكم حولتموها الى جحيم .. اعوذ بالله منكم (كما يقول حبيبنا عثمان شبونة) !! * لقد ظللنا نسمع كل عام عن الاستعداد للخريف وشق المجارى وتقوية المصارف وتعلية الشوارع، وانفاق الملايين فى الاستعداد للخريف أو فى الحقيقة إهدارها وابتلاعها فى البطون الغريقة التى لا تمتلئ ثم يأتى الخريف ليكشف الكذب ويفضح الترهات، ونغوص الى رؤوسنا فى الأوحال، ونشرب كدرا، ونموت بالغرق واسلاك الكهرباء العارية، وسقوط السقوف، ثم يعيش الجميع فى ظلام دامس، ويعانون لاسابيع وشهور طويلة من غزو البعوض ليلا والذباب نهارا، وتفشى العلل والأمراض المدعومة ببكتريا الكوليرا التى ظلت تقتل وتصيب الآلاف من أهل السودان المغلوبين منذ ما يقرب من العام، بينما انتم تلهون وتعربدون وتمتنعون حتى عن الاعتراف بوجود بلاء أو (ابتلاء)، وتسمون الوباء (إسهالات مائية) لإخفاء عجزكم وخيبتكم، وتمنعون المجتمع الدولى من تقديم العون وتخفيف المأساة، بل انكم تحت ظل هذه الظروف القاسية والمعانة الصعبة تصرون على فتح المدارس فتعرضون ملايين الاطفال لخطر المرض والموت، فأى خير وبركة توهموننا بهما أيها الفاشلون الفاسدون؟! * تظنون ايها الفاشلون انكم ستبقون الى الابد وتهربون من جرائمكم هذه فى حق الشعب، وحق الوطن الذى اغتصبتموه وحولتوه الى ضيعة خاصة بكم تستأثرون بخيراته وحدكم، وتحرمون الشعب من كل شئ .. ولكن هيهات، فالله يمهل ولا يهمل، والشعب لن ينسى جرائمكم مهما طال الزمن !! الجريدة الالكترونية