عقب إعلان رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت مبادرة الحوار الوطني التي أعلن فيه خلال تدشينه ، وقف لإطلاق النار بصورة شاملة في كافة أنحاء البلاد ، وفتح المجال للسبل السلمية لحل الخلافات وتحقيق السلام الذي سيعطي الامن والاستقرار لشعب جنوب السودان الذي يعاني من أثار الصراع السياسي منذ منتصف ديسمبر كانون الاول العام 2013 إلى يومنا هذا ، ورغم إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد بهدف التحاور إلا أن الاعلان لم يجد إستجابة من المجموعات المسلحة التي ظلت تهاجم المواطنين ومواقع القوات الحكومية منذ تاريخ إعلانه اواخر مايو الماضي والتي نستخلص أثارها التي تعتبر تحديات ماثلة في إنجاح الحوار الوطني التي تقوم اللجنة تحضيرها الأن في القراء الأتي : خروقات المجموعات المسلحة لوقف إطلاق النار: هجوم شارع جوبا - نمولي: بعد إعلان الحكومة على لسان رئيس الجمهورية الفريق اول سلفاكير ميارديت وقف شامل لإطلاق النار من جانب واحد إزاناً بإنطلاقة إجراءات الحوار الوطني مع كل اطراف الخلاف ، شهد طريق بور جوبا في مايو الماضي أول غرق لوقف إطلاق النار من قبل مجموعة مسلحة التي قامت بكمين على عربة تقل المدنيين مع ادت إلى مقتل كل الذين تم القبض عليهم من النساء والاطفال بصورة وحشية دون رحمة كرسالة اولى من المجموعة للحكومة التي اعلنت وقف إطلاق النار . هجوم على طريق جوبا- بور : ولم يمضي وقت طويل سوى ايام على حادث طريق جوبا بور لتفاجي مجموعة مسلحة اخرى الحكومة ولجنة الحوار الوطني في يونيو المنصرم ، بالكمين على طوف سفر بطريق جوبا نمولي في طريقه إلى دولة يوغندا بقيادة العميد أمن جوزيف كاربيلو اميغو وتم فيها مقتل معظم الذين وقعوا في فخ الكمين بمن فيهم المواطنين في حادث مروع هزت الدولة بأكلمها وخلق الحزن في اعماق المواطنين الذين فقدوا اقاربهم في هذا الهجوم القاتل ، لتقوم الحكومة بتنديد الهجوم الذي يعتبر خرق سارق لمبادرة الرئيس للحوار الوطني واعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد فيما لم نرى او نسمع أي نوع من إدانة من قبل المجتمع الدولي وخاصة الاممالمتحدة التي دائماً مع تستفيد من تلك الحوادث في تدوين تقاريرها عن البلاد. الهجوم على ولاية فشودة : وفي ذات شهر يونيو المنصرم شهدت ولاية فشودة الحدودية مع دولة السودان ، هجوماً مسلحاً من قبل مجموعة تتبع للجنرال جونسون اولينج على كل منطقة كولا والكوك بدعم من الحكومة السودانية ادت الى مقتل وتشريد الالاف من المدنيين ، حيث نزح البعض الى شمال الولاية وبعضهم الى دولة السودان كواحد من الخروقات لوقف اطلاق المعلن من قبل الحكومة . الهجوم على منطقة كايا : وفي اواخر شهر يونيو المنصرم شهد منطقة كايا بولاية نهر ياي هجوماً على معسكر الجيش الحكومي من قبل مجموعة مسلحة مجهولة الهوية شهد مصرع عدد كبير من المجموعة المسلحة والقبض على عدد منها مع عدد من العتاد الحربي كما جاء على لسان نائب الناطق الرسمي باسم الجيش الحكومي العقيد سانتو دوميج الاسبوع المنصرم . كما شهد شارع بور جوبا نصب كمين اخر على عربة وقتل فيه ما يقرب تسعة مواطنين كاخر حادثين متتاليين تعتبران استمرار لخرق وقف اطلاق النار قبل إنتهاء شهر يونيو المنصرم من قبل المجموعات المسلحة ، والذي اكد فيه الناطق الرسمي أن تلك الهجمات التي شنتها المجموعات المسلحة لمناطق ومعسكرات الجيش الحكومي هو استمرار تلك المجموعات في خرق إعلان وقف اطلاق النار الذي اعلنه الرئيس وعلى ضوءه وجه الجيش الشعبي بتنفيذ التوجيهات حوله من جانب واحد وعدم خوض اي معارك إلا في حالة الدفاع عن النفس ، مؤكداً أيضاً التزام الجيش الشعبي بتنفيذ وقف إطلاق النار من اجل إتاح المجال للحوار الوطني الذي اطلقه رئيس الجمهورية القائد العام للجيش الشعبي على حد تعبيره . أثار خرق وقف إطلاق النار على عملية الحوار الوطني : حتماً إن خرق إعلان وقف إطلاق النار الذي اعلنه الرئيس لفتح السبل للحوار الوطني لها أثار وخيمة على سير ونجاح عملية الحوار الوطني الذي تعمل اللجنة تحضيرها هذه الايام والتي تستخلص في الاتي: عدم الرغبة في الحوار: إن استمرار الاقتتال في عدد من المناطق المتفرقة في البلاد دلالة على عدم قبول المجموعات المسلحة مبدا الحوار الوطني الذي اطلقها الحكومة بقيادة رئيس الجمهورية ، وعدم التزامها في تنفيذ وقف اطلاق النار الذي تم اعلانه من جانب واحد ، فبالتالي إن استمرار الهجمات في الطرقات والاشتباكات في مناطق متفرقة بالبلاد تعكس صورة عكسية لما اعلنها الحكومة ، ويصعب على لجنة الحوار الوطني إيجاد جوى ملائم للقاء بتلك المجموعات وإقناعهم في الانضمام لعملية الحوار ، لأن من اساسيات نجاح الحوار خلق جوى ملائم للعملية ومن ثم الجلوس لها وهذا ما لم يحدث حتى الان بعد إعداد اللجنة أجندة الحوار الوطني وتكوين اللجان الفرعية للقاء مع الاطراف منها المعارضة السلمية والمسلحة داخل وخارج القطر. مطالب ريك مشار: إن رفض زعيم التمرد الدكتور ريك مشار اللقاء بوفد لجنة الحوار الوطني برئاسة الرئيس المناوب انجلو بيدا خلال زيارتهم لمدينة بريتوريابجنوب إفريقيا لهذا الصدد ، وتاكيد بانه ليس ضد الحوار لكنه متمسك باعادة تطبيق اتفاقية السلام الشامل الذي وقعه في اغسطس العام 2015م ، تعتبر واحد من أثار وتحدي تهدد فشل عملية الحوار الوطني الذي يراءه مشار بانه ليس افضل من اتفاقية السلام الذي وقعه مع الحكومة بقيادة الرئيس كير . وبالتالي برائي فإن عدم مشاركة ريك مشار في عملية الحوار الوطني ستغوض من نجاح الحوار لان عدم الاستقرار السياسي الذي تشهدها الدولة سببه الاساسي هو زعيم المتمردين ريك مشار وعدم مشاركته ستقف اثراً في احلال السلام في كل ربوع الوطن ويجب على لجنة الحوار الاستمرار في إقناع الاتحاد الافريقي جاء بمقترح اعادة تطبيق الاتفاقية بأن الحوار الوطني ليس ضد اتفاقية السلام إنما مكمل لعملية من اجل تحقيق السلام الشامل مع كل المجموعات المسلحة والسلمية بالبلاد.