الم تجد ياسعادة الأمين العام أفضل من هذه العبارة البائسة الكئيبة (الدولة ليست جمعية خيرية لتشغيل المغتربين) وأنت الأمين العام والناطق الرسمي باسم المغتربين – اليس في جعبتكم اللغوية وقاموس خطابكم السياسي الرسمي افضل من هذه العبارة القاتلة السمجة الثقيلة ؟ الا يوجد اخف منها وقعا وقبولا على الاقل ؟ ، وهل كل خطاباتكم الرسمية وعبقريتكم في الاغتراب تحمل المضامين والدلالات والتوجه نفسه ؟ ونحن من كنا نعتقد إنك منا وجزء اصيل لايتجزأ منا وسترفض على الاقل سياق عبارة مدمرة كهذه او ايراد كلمات محبطة بهذا المستوى تضاف للاحباط العام الذي هو سيد الموقف بلامنازعة ومنذ متي وجهازك التعيس الذي ساقتك الاقدار اليه مرة اخرى لتتبؤأ ذروة سنامه كان في يوم من الايام يعمل لصالح المغتربين او يتبنى مشاريعهم وافكارهم -الا يكفيك مايتعرض له المهاجر السوداني من ذل وقهر وهوان من قبل الدولة وأجهزتها المختصة منذ ان عرف السودانيون الهجرة ياسعادة الأمين الا يكفيك الملطشة والبهدلة والمهزلة التي يتعرض لها ابنائنا في مؤسسات التعليم العالي ومعادلة شهادتهم وان لايجد ابنائنا العباقرة وهم يحرزون درجة 99% مكانا ومقعدا واحدا في مؤسسات دولتكم التعليمية نعم دولتكم بعد ان قصدت بتصريحك الغريب المنفر حرماننا من شرف الانتماء اليها ألا يكفيك البهدلة والمذلة والهوان والاحتقار الذي يتعرض له المهاجر السوداني في ميناء سواكن ومطار الخرطوم وكافة موانئ القدوم وهم لا يجدون مكانا لقضاء الحاجة أو برادة لشرب الماء، وانه فقط مجرد بقرة حلوب بلا منازع تهب الأخرين على امتداد سنوات حكم الانقاذ وغيرها من الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد وماذا تعني بذلك بالله وانت تنظر وتحاضر عن الهجرة وامريكا وأوربا وغيرها من دول العالم فتلك مقارنة وقياس مع الفارق ولو كنت مسئولا في امريكا او غيرها وقلت هذا الكلام لكنت الان في قارعة الطريق أو قيد التحقيق لأن المقارنة التي عقدتها هي مقارنة بين دول تحترم الانسان وكرامته وادميته وترتكز على الشفافية و المؤسسات ودولة القانون والعدل والخير والمساواة وبين دولة آخر مايعنيها هو حقوق الانسان . اليس عدم الرفع النهائي للعقوبات الاقتصادية من قبل امريكا كان بسبب الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان في بلادنا ؟ ومنذ متى وانت تعتقد ان الدولة ستهتم أو مهتمة بالفعل بامر المغترب أو ستوفر له الملاذ الامن عند العودة النهائية؟ بالاضافة للسكن والصحة والتعليم ، ام انك لم تسمع بتضحيات المهاجرين السودانيين ودعمهم لبلادهم وهي تمر باحلك الظروف واسوا الاوضاع الاقتصادية ؟ ام لم تسمع بوقوف المهاجر السوداني ودعمه ومساعدته ومساندته لاهله واقاربه وحتى جيرانه عضدا ومساندة مادية ومعنوية في الافراح الاتراح وجميع المناسبات ؟ ام إنك لم تسمع بالتحويلات المليارية عبر السوق الموازي التي يقوم بها المغترب السوداني ؟ وانت من جيل الاغتراب الاول وتؤطر في الوقت نفسه لمجلس اقتصادات الهجرة بكلام انشائي بعيد جدا عن التطبيق. الا تعتقد أن مايحيط بالمغترب السوداني لاسيما المتواجد بالمملكة العربية السعودية بعد القرارات الاقتصادية الاخيرة التي بدأ تطبيقها اعتبارا من 1/7/2017 والخاصة بفرض الضرائب ورسوم على المرافقين والتابعين الا تعتقد أن السبب الرئيس فيها هو سياسة جهازكم الفاشل وجباياتكم المستمرة ، وعدم وجود رؤية وتخطيط وتصور واضح لديكم حول وكيفية الاستفادة من الكفاءات والخبرات والمدخرات المهاجرة ؟ م أن الامر في تقديركم ونظركم لا يعدو سوى دراسات هجرة ومؤتمرات ولقاءات تلفزيونية وصحفية وظهور في الفضائيات .ورحلات مكوكية بين بلدان الاغتراب وسؤال مباشر أوجهه لكم اتمنى ان تجيب عليه صادقا معالي السفير ماذا حققتم للمهاجر السوداني ابان دورتكم الاولى والحالية ؟ اتمنى أن تذكر لي إنجازا واحدا - ماذا في جعبتكم للمغترب ؟ سوى الجباية والتحصيل والصفوف المتراصة والزحمة الخانقة وسؤ المعاملة وابحاث الهجرة ومجلة المهاجر واقتصادات المهجر والمجلس الاعلى وهلم جرا ،اين هي معاملاتكم الاليكترونية ونافذتكم الموحدة ؟ اين قانون المغتربين الجديد؟ اين توصيات مؤتمرات المغتربين المتعددة؟ اين السكن للمهاجرين ؟ اين وسائل الانتاج؟ اين يقف ابنائهم في التعليم مع رصفائهم بالداخل ؟ اين الاعفاءات الجمركية ؟ اين السيارة المعفاة ؟اين مايثقل هم وكاهل المغترب ؟؟ اين مشاريع الاسكان والصحة والتعليم ؟ اين وسيلة جذب مدخرات المغتربين بدلا من السوق الموازي؟ واين واين واين -----الخ وأخيرا تنظرون الينا نظرة الرثاء والشفقة والعطف وتلوموننا على اهدارنا العمر والوقت وتضييعه هباء منثورا وتصفوننا بالاستهلاك والبذخ والترف غير المبرر وعدم الاستعداد لمثل هذه الظروف وتدمغون ابنائنا بانعدام الهوية ونسائنا بعدم المسئولية ، وبدورنا نطلب منكم الاجابة من اين لنا ان ندخر؟؟ ونار الاسعار المتصاعدة في بلادنا تلتهم الاخضر واليابس ، ومن اين لنا البناء وطن السيخ تجاوز ال 16000 ج ، وسعر قطعة الارض في المناطق النائية والطرفية تجاوز حاجز ال500000ج وكيلو اللحمة بلغ 180 ج ، وطبق البيض وصل 65 ج، أبعد كل هذا تلوموننا ؟؟ ونحن من يقع علي كاهلنا بعد الله سبحانه تعالى مسئولية فتح البيوت، وتوفير الرزق، واغاثة الملهوف وتربية وتعليم الايتام ودعم الأرامل والمحتاجين والمرضى ، ومن يحتاجون للعمليات، ومن يرغبون في الزواج والسفر ،وحتى من تتأهب للوضع والولادة --- أهذا هو جزاء المهاجر السوداني الذي اهدر العمر هباء منثورا فداء لوطنه واهله واسرته الكبيرة والصغيرة ومجتمعه ؟؟ فماهكذا تورد الابل يامعالي السفير المحترم أيها السادة افيقوا من سباتكم يرحمكم الله وتعاملوا مع الوضع برؤية واقعية صادقة واحساس عميق بمدى المعاناة والاحباط الفعلي الذي يشعر به كل مهاجر عائد للوطن تعاملوا معهم باحساس حقيقي يستصحب في معطياته كافة ظروف الاغتراب الممتزجة بأهواء النخب وعشقهم ادمان الفشل مرة تلو الاخرى وهذا هو السبب الرئيس لمثل هذه التصريحات ذات الاثر الكارثي المحبط المدمر. الا تعتقد ياسعادة الامين العام ان السبب الرئيس الذي وجد المهاجرين السودانيين انفسهم فيه مابين ليلة وضحاها العائدين من تلقاء انفسهم والمخالفين لأنظمة الاقامة والعمل في بلاد المهجر هو نتيجة طبيعية للأوضاع الانسانية الكارثية المأساوية في السودان وانعدام اي بارقة امل تعينهم او تبعث نوعا من الامل في اعماقهم التي قتلتها ارصفة المهاجر الباردة ؟؟! وهل كنت تعتقد حقيقة ان المهاجر السوداني لديه مجرد احساس بأن الدولة ستهتم به ، أو ستوفر له الملاذ الامن ، أو السكن الاقتصادي المدعوم ، او وسيلة كسب العيش الشريفة ، ان كنت تعتقد ذلك فانت مخطئ ، وان لم تفكر في ذلك اصلا فقد حمل ذلك بالفعل مضمون خطابكم ومؤتمركم الصحفي الهزيل البائس ، حتى التعابير لم تستطع ان تنتقي منها مايصلح ومايجبر ويسر الخاطر على الاقل ياسعادة الامين. والله اني استغرب صدور مثل هذا التصريح منكم لاسيما إنك عركت سوح المهجر وعركتك حواري غبيرا ومنفوحة حيث يقطن السواد الاعظم من السودانيين البسطاء الطيبين ، حيث جاء خطابكم الرسمي يحمل الصبغة ذاتها التي تعودنا عليها في سودان الانقاذ، والبرلمان الوطني يستعد لتعديل الدستور لمنح الرئيس دورة رئاسية ثالثة رغم انه صرح بانه لن يترشح بعد العام 2020 ، واعتقد كذلك وأنت بهذا الفهم انك تؤيد ترشيح الرئيس الى مالانهاية ، والى الابد ، طالما هذه هي مفردات خطابكم الاعلامي البائس الموجه لشريحة ارهقتها ايام الاغتراب ، وافنت زهرة ورحيق عمرها في مشاوير الغربة المرهقة المتعبة ، واخيراً لا وطن يضمهم ويرحب بهم ، ولامسئولين حتى ودولة تقيم وزنا واعتبارا لمعاناتهم، ولا حتى مجرد كلمة طيبة تسر وتطيب الخاطر وتثلج القلب المنكسر . لو كنت مكانك اأخي الامين العام لقاتلت بشراسة من اجل حقوق هذه الشريحة الضعيفة المظلومة ولوقفت سدا منيعا ضد اي محاولة لاذلالها تقديرا لتضحياتهم الكبيرة ودورهم الفاعل في دعم الاقتصاد الوطني وبناء المجتمع السوداني واسهامهم الكبير في التنمية والنهضة التي تنتظم البلاد. لو كنت مكانك أخي الامين العام لتقدمت باستقالتي فورا ومباشرة ضد اي نخب نافذة أو أي مسعى يرمي لقهر ابناء الوطن الشرفاء المغلوبين على أمرهم العائدين من دول الاغتراب غصبا عن ارادتهم بعد ان اغلقت دول الاغتراب ابوابها في وجوهم نتيجة سياسات اقتصادية تتطلع الى تحقيقها وموازنات اجتماعية ترمي اليها . لو كنت مكانك لرحبت بالعائدين واستقبالهم بوجه نونه عميقة بالسرور وبشر وسعادة وحفاوة بالغة في المطارات والموانئ ولقمت بإكرامهم وتقييمهم التقييم السليم بالفعل لأننا كجاليات سودانية متميزة نختلف بالفعل عن غيرنا من الجاليات الأخرى التي تعيّ وتفهم ثقافة الاغتراب، ومعنى القرش الابيض لليوم الاسود ، ولكن ماذا نفعل ؟؟ فهذه سياسة وثقافة ولدنا وتربينا عليها وتوارثناها ابا عن جد(الايثار والتضحية) ولا ينبغي ان تلومونا عليها وتغلقوا الابواب في وجوهنا الان . لو كنت مكانك سعادة الامين لن اقف متفرجا ازاء هذه المحنة القاسية ، ولن اكتفي بمجرد التصريح فقط بان الجهاز يملك خبرة جيدة ورصيد تراكمي في التعامل مع العائدين، ومع مثل هذا المواقف ، وحتى لو صيغت لي مثل هذه العبارة في خطاب رسمي طلب مني توضيحه بصورة رسمية لما قد يترتب عليه من التزامات على الحكومة تجاه العائدين لما ترددت حقيقة في حذفها ورفضها على علاتها ،اما ان تذكرها على رؤوس الاشهاد وتحاول ايجاد مبررات واهية ضعيفة لها وتدافع وتنافح عنها بقوة واستماتة فذاك هو السقوط العنيف المدوي نفسه ان المغترب السوداني العائد من المهجر اما نتيجة مخالفة ، او تصحيحا لوضعه ، او ذاك العائد نتيجة عدم مقدرته التلائم مع الاوضاع الجديدة ، او تلك الاسر الراجعة بعد ان ضاق اولياء امورها وعجزوا عن سداد تكلفة رسوم المرافقين الباهظة يجب ان تكفل لهم الدولة وسائل الحياة الكريمة على الاقل وسبل الرزق الشريف عبر ومن خلال جهازك فاقد الاستقلالية ، وهذه ليست محمدة أو مّنة تقدمها لهم بل حق اصيل وواجب عليك بحكم مسئوليتك عن الجهاز الذي يرعى شئون الهجرة والاغتراب علما ان الاصل في الحقوق أن تنتزع انتزاعا ولايطالب بها أما ان يكون مبلغ هم جهازك الذي اؤتمنت على رسالته وتنفيذ قوانينه الخاصة بالمغترب والحرص على حقوقه هو مثل هذه التصريحات الهزيلة البائسة وتلك التعابير القاسية المؤلمة ، فثق تماما انه جهاز عجز بالفعل عن اداء دوره رسالته وهو عجز ليس وليد اليوم بالطبع بل وليد أزمان وسنوات عديدة متراكمة ،وعليكم الآن أن تترجلوا عن سدته بالفعل بعد تصريحاتكم البائسة مفسحين المجال لغيركم من المعنيين حقيقة بهموم ومعاناة المهاجرين السودانيين وان كنا لا نعول على ذلك كثيرا حقيقة في الواقع ، مع اعتقاد يقيني راسخ في الوقت نفسه بأن شيئا من ماتقدم لن يحظى بمجرد تفكير لديكم. لقد كتب الكثيرون قبلي وسيكتب أخرين من بعدي في هذا الاطار انتقادا وتعليقا ابان بالفعل عن حجم الهوة الكبيرة التي تفصل المغترب السوداني عن الجهاز المفترض به رعاية مصالحه وعن مدى ومقدار الالم والحزن والاحباط الذي اصاب الجميع في مقتل ولا نملك أخيرا سوى القول رفعت الاقلام وجفت الصحف أنه السقوط المدوي العنيف والكبير أخي الكريم معالي الامين السفير كرار التهامي. المعز طارق