ظلت عملية إجراء عملية انتخابية حرة نزيهه وشفافة لأى كيان داخل السودان حلم يراود كل اهل السودان .. عملية من المؤكد ستقربهم من الحلم الأكبر التحول الى دولة المؤسسات والديمقراطية والقانون وازالة دولة الحزب الواحد والقهر والتسلط .. توق اهل السودان للعمل الديمقراطى هو ما وجه انظارهم كافة واهل الرياضة على وجه الخصوص لمتابعة العملية الإنتخابية التى جرت داخل اسوار نادى الهلال عصر اليوم ... كغيرى كنت من المتابعين للمشهد الإنتخابى عبر قناة الهلال .. كنت امنى النفس بمتابعة مشهد ديمقراطى حقيقى بكل مكوناته من حشد عضويات وبرامج عمل للتنظيمات المتنافسة واسماء مرشحين ومناقشات مفتوحة لإجازة خطاب الدورة والميزانية ورفع توصيات ليعمل بها مجلس الإدارة الذى يتم انتخابه لدورة قادمة .. لم نرى مرشحين ولم نعرف من هم .. لم نشاهد ايا من روؤساء الهلال السابقين او اقطابه المعروفين .. كل ما رايناه فى المشهد الكاردينال يعتمر قبعته يتجول وسط مناصريه .. خطاب الدورة الذى القاه الأمين العام يخلو من اى جديد او امل فى المستقبل .. كل ما حواه ظللنا نقرأه يوميا فى اعمدة فاطنة الصادق وتابعها الرشيد على عمر .. أغرب ما حواه خطاب الأمين العام زعمه بأن الهلال كان بطلا للدورى الممتاز عام 2015 وان الهلال خرج من منافسات دورى ابطال افريقيا للعام 2017 بسبب مؤامرة وانه اى الهلال هو البطل الحقيقى المتوج لأبطال افريقيا .. اعجب ما فى المشهد كان خطاب المفوض الذى امتدح معارضة الهلال .. بدلا ان تقابله بالتصفيق هتفت فى وجهه بلفظ كاذب كاذب .. وضح جليا ان الديمقراطية لا يمكن ان تنمو وتمارس فى بلد تتحكم فيه روؤس الأموال .. فساد اهل الإعلام وجهلهم افسد الرأى العام وجعلهم غير قادرين على التمييز بين الفاسد والصالح .. عوامل كثيرة اثرت على مخرجات العملية الأنتخابية التى جرت داخل اسوار نادى الهلال .. ابرزها حقيقة اننا نعيش حالة من الشح الفكرى .. زمرة من الجهلة واصحاب العقول الخاوية واصحاب السوابق والأنتهازيين اصبحوا اسماء فى حياتنا .. مثل هذا العبث الذى شاهدناه داخل اسوار نادى الهلال محسوب على الديمقراطية ولا شك فى اثره السلبى على الأجيال القادمة .. الديمقراطية ليست لعبة او اداة لتحقيق الأغراض وانما هى وسيلة للإحتكام تقود الشخص المناسب للموقع المناسب .. ما شاهدناه فى نادى الهلال ديمقراطية عرجاء وتسير بقدم واحدة .. ما جرى عصر اليوم من داخل اسوار نادى الهلال لا يختلف كثيرا عما جرى فى 30 ابريل داخل اسوار استاد الخرطوم .. الديمقراطية تعنى حكم الشعب وهى تربية وممارسة فلا تشوهوها وتظلموها بل مارسوها بصدق وشفافية او اتركوها حتى تعود راجحة ونافعة !!! دفع الله الشريف .com