نقوش غرامات!! جاء في الأخبار أن محكمة استئناف اتحادية امريكية أيدت الجمعة الماضية الحكم الصادر من محكمة ادنى ضد السودان والقاضي بتعويض عائلات ضحايا تفجيرات سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي بكينيا ودار السلام بتنزانيا مبلغ (3.7) مليار دولار، واعتمدت المحكمة شهادة شهود خبراء الذين قالوا ان السودان استمر في تقديم الدعم والايواء لتنظيم القاعدة بقيادة اسامة بن لادن الذي نفذ الهجمات على السفارتين و التي اسفرت عن مقتل 200 شخص بينهم 12 اميركيا العام (1998). ورفضت محكمة الاستئناف دفوع حكومة السودان ضد الحكم بأن المحكمة استندت على أدلة "غير مقبولة" في قرارها النهائي كما ان الحكم يتعارض مع قانون الحصانة السيادية الأجنبية للدول. وكان القضاء الامريكي انتقد في وقت سابق تعامل الحكومة السودانية مع القضية التي عقدت اولى جلساتها العام 2011 حيث أنها عينت محام غاب عن الجلسات فضلاً عن عدم اهتمامها بالرد على الاتهامات رغم ترجمتها وإرسالها عبر القنوات الدبلوماسية للخرطوم. وقال القاضي بيتس الذي اصدر حكما ابتدائيا العام الماضي ان السودان استعان بمحامٍ أمريكي للدفاع في الجلسات الأولى ولكن الغريب في الأمر أن السودان توقف عن حضور الجلسات وتجاهل القضية كلياً بعد ذلك، و عبر القاضي عن دهشته البالغة لظهور السودان بعد شهر من الأحكام، وعن دهشته الأكبر لمطالبة السودان بإلغاء تلك الأحكام. ويبدو أن ما أحدثته الإنقاذ في بدايات حكمها بجعل البلاد قبلة للإسلاميين من كل حدب وصوب وقيام عراب الإنقاذ د. حسن الترابي بتأسيس المؤتمر العالمي الإسلامي الذي جمع رموز التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، لا زال يلقى بظلاله على واقع النظام المعاش اليوم بعد أن تم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية لا مكان لها سوى السجون في أغلب أجزاء عالم اليوم، وعلى الرغم من تقلب الإخوان المسلمون في السودان ما بين المسميات والبرامج ذلك التقلب البراغماتي الذي يمكنه من أن يتنصل عن كل ما يدعو إليه في لحظة وأن يرفع سقف تشدده سعياً لفرض واقع لم يخطر يوماً على بال من يتعاطون السياسة في لحظات أخرى بحسب الحالة. وعلى الرغم من التقارب الحكومي الأمريكي والتقارب الحكومي الغربي وتعهد النظام بتطبيق كل الشروط المكتوبة من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة سعياً لنيل الرضا والقبول بالنسخة الجديدة ال(إخوان – إسلامية) في السودان، إضافة إلى رغبة النظام في (التحلل) من تبعات ذلك الماضي الذي كانوا يحلمون فيه بتصدير الثورة (الإسلامو - سياسية) لبلدان الجوار، وعلى الرغم من الدخول في تحالفات سياسية جديدة ربما ناقضت تحالفات الماضي القريب يصر الماضي على أن يلاحق الإخوان في نسختهم السودانية الجديدة، ويؤكد أن هناك ثمن لا بد من دفعه حين تنحاز الحكومات مدفوعة بالأيدلوجيا الحالمة لمحاولة تنفيذ مشروع دولة الخلافة بزعامة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين. لؤي قور