بسم الله الرحمن الرحيم الحكومة الجديدة ..وتوهان الاعلام الموجه من أكثر التعليقات المعبرة على خبر فشل الفضائية السودانية الحكومية في بث نشرة الأخبار الرئيسية لمرتين خلال اثنتين وسبعين ساعة، تلك التي تتساءل : وهل هنالك أخبار تبثها الفضائية ؟ وذهب البعض في السخرية إلى أبعد من ذلك ، حيث تعجبوا لوجود نشرة أخبارية لها مواعيد. حسناً ، إذا كان هذا هو الحال في الفضائية الرئيسية ، فما المتوقع في الولائيات التي تسبح بحمد السلطات ؟ وما خالفت الفضائية الأم في ذلك ، وع ذلك فهي ليست بدعاً من الإعلام الشمولي الموجه. لكن ما يزيد الأمر سوءاً ، هو كثرة الوزراء والمعتمدين والمسئولين الإداريين من منسوبي الحزب الحاكم. ولكل كاميرا ومصور خاص.فما الذي تتوقعه بعد ذلك في نشرة الأخبار ؟ الإجابة لا تحتج لأكثر من حضور نشرة أخبار واحدة في أي من الفضائيات إياها .وإليكم ما كان بالأمس في فضائية كسلا. فقد تم تعيين حكومة الولاية الجديدة. وتبديل بعض مديري الوزارات ، الذين هم في الأصل من اهل الحظوة ويعينهم الوالي .وتسلم الوزراء والمعتمدون مواقعهم.فما المتوقع من كل وزير في يومه الأول ، غير الاجتماع بإداراته والتعرف على وزارته الجديدة ، خاصة وأن الموازنات لا تهتم بأي علاقة ضرورية للوزير بطبيعة الوزارة ؟ لم تكلف الفضائية نفسها أكثر من نقل هذا الخبر ،لكن لكل وزير ومعتمد ومدير وزارة على حدة. فكان على المشاهد أن يستمع إلى هذا الخبر مكرراً حيث قام الوزير أو المعتمد أو مدير الوزارة بالاجتماع بإداراته مع نحو عشرين مسئولاً.وهكذا كالقصة الشهيرة ، دخلت نملة وأخذت حبة وخرجت. إن سلمنا أن هذا هو الخبر الرئيسي ، ويجب إيراده ، فكان يكفي في أي فضائية محترمة ومستقلة ، إيراده كخبر واحد عن كل الحكومة .ولكن عندما تكون الفضائية فارغة المحتوى، ومهمة الإعلام التسبيح بحمد الحكومة، فلن تجد غير هذا النمط . لذلك ، لن تجد احداً يفتقد نشرة رئيسية أو ثانوية. معمر حسن محمد نور