أعلن نائب الرئيس المصري محمد البرادعي, مساء أمس, أنه قدم استقالته الى الرئيس الموقت عدلي منصور بعد ساعات على تدخل قوات الامن المصرية لفض اعتصامي "الاخوان" في القاهرة. وقال البرادعي في رسالته إلى منصور إن "الجماعات التي تتخذ من الدين ستاراً والتي نجحت في استقطاب العامة نحو تفسيراتها المشوهة للدين حتى وصلت للحكم لمدة عام يعد من أسوأ الأعوام التي مرت على مصر حيث أدت سياسات الاستحواذ والإقصاء من جانب والشحن الإعلامي من جانب آخر إلى حالة من الانقسام والاستقطاب في صفوف الشعب, لذلك كان المأمول أن تفضي انتفاضة الشعب الكبرى في 30 يونيو إلى وضع حد لهذه الأوضاع, إلا أن الأمور سارت في اتجاه مخالف فقد وصلنا إلى حالة من الاستقطاب أشد قسوة وحالة من الانقسام أكثر خطورة, وأصبح النسيج المجتمعي مهددا بالتمزق لأن العنف لا يولد إلا العنف". وأضاف البرادعي "كما تعلمون فقد كنت أرى أن هناك بدائل سلمية لفض هذا الاشتباك المجتمعي وكانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطني, ولكن الأمور سارت إلى ما سارت إليه, ومن واقع التجارب المماثلة فإن المصالحة ستأتي في النهاية ولكن بعد تكبدنا ثمنا غاليا كان من الممكن - في رأيي - تجنبه. لقد أصبح من الصعب علي أن أستمر في حمل مسؤولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها". من جانبه، عقد الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور اجتماعًا امس لمجلس المحافظين المصريين بتشكيله الجديد بعد أدائه اليمين الدستورية بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. وقال المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت أحمد المسلماني في تصريح له إن الرئيس منصور أكد للمحافظين خلال الاجتماع أن مصر قوية وهيبتها مصانة ولن يُسمح بكسرها أو الخروج عليها. وأضاف الرئيس المصري المؤقت قائلاً: "إننا ملتزمون بخارطة الطريق، وسيتم فرض القانون بمنتهى الحسم". وأوضح المسلماني أن الرئيس منصور كلّف المحافظين الجدد بعدد من المهام خلال الفترة المقبلة ، وفي مقدمتها الارتقاء بالخدمات الجماهيرية وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة وتحقيق الأمن في الشارع المصري. وأدى المحافظون الجدد اليمين الدستورية أمام الرئيس عدلي منصور بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. وقد ضم التشكيل الجديد للمحافظين 25 محافظاً، بخلاف 9 نواب للمحافظين، فيما تم تأجيل تسمية محافظي البحر الاحمر والمنوفية. وأكد وزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب في تصريح له أنه تم الإبقاء على بعض المحافظين الذين اثبتوا كفاءتهم في تولي مهامهم دون النظر لانتماءاتهم، لافتاً إلى أنه تم تكليف طارق مهدي محافظاً للإسكندرية والدكتور علي عبد الرحمن للجيزة والدكتور جلال مصطفى للقاهرة.