الخرطوم: عبد الفضيل محمد حامد: أصبحت رحلة الحصول علي أنبوبة الغاز المنزلي في الخرطوم مرهقة وشاقة حد الإحباط لوجود ندرة وشح في المعروض من الغاز، فقد شهدت الولاية منذ أواخر رمضان وحتي بعد العيد أزمة حادة في الغاز وندرة في المجمعات المخصصة للبيع جراء أسباب غير مبررة وغير معروفة .. فقد بدا منظر حاملي إسطوانات الغاز في شوارع الخرطوم لافتاً للغاية، فقد استعصي الحصول على أنبوبة الغاز على الجميع وباتت رحلات البحث عن الغاز مضنية ولا تؤتي أكلها ..هل هو فشل شركات الغاز في التسويق..؟ أم هنالك محتكرون للسلعة..؟ وهل السيول والامطار سبب في الازمة..؟ أم أن هناك شيئاً آخر..؟ الصحافة تجولت في محلات الغاز واستنطقت بعض المواطنين وأهل الاختصاص علها تجيب علي تساؤلات المواطنين الذين لايعلمون أين تكمن المشكلة ؟ مولانا إبراهيم سمعت صوته وأنا داخل المنزل كان يستشيط غضباً من الصباح الباكر أمام دكان الفوراوي من الرحلة التي بدأها منذ الساعة السابعة صباحاً طوافاً علي محلات الغاز التي ابتدأت من الفتيحاب مرورا بمعظم أحياء أمدرمان وعلي طول الطريق الي الخرطوم حتي مستودعات الشجرة بحثاً عن ملء إسطوانته ولكنه عاد بخفي حنين قال انه لم يجد تفسيرا ولا مبررا لازمة الغاز غير الاسباب الواهية التي يرويها له أصحاب المحلات بأن عربة التوزيع لم تأت وأن نوع إسطوانته ليس متوفر حالياً وكان تبرير المستودعات أن الغاز لم يصل من المصفي وما وصل كان قليلاً وتم توزيعه وأن هناك شحنات سوف تصل غداً.. يقول أنها نفس الاسطوانة المشروخة التي ظل يسمعها منذ ثاني أيام العيد وحتي الان وان ما خسره من وقود لعربته في رحلات البحث المتكررة والمضنية كان ليشتري له انبوب جديد بدل هذه المرمطة. صاحب أحد محلات الغاز بمنطقة امدرمان أكد وأقر بوجود أزمة منذ بداية الإسبوع المنصرم مشيراً إلى معاناة المواطنين في الحصول عليه خاصة أن البعض يقطع مسافات طويلة سعياً للحصول على إسطوانة واحدة. محمد صاحب محل غاز بمنطقة الفتيحاب المربعات قال انه أصبح يتحاشي السؤال عن وجود الغاز وبدأ متذمراً من الحال البائس بوجودهم يومياً منذ الصباح وحتي آخر اليوم دون جدوي في انتظار عربة الغاز وان هنالك شحاً في بعض الشركات وقد كثرت عملية الاستبدال من شركة لاخري وعن الاسباب وراء الندرة يقول أن الوكلاء يخبرونهم بعدم إستلام حصتهم من المصفاة الرئيسة في الجيلي شمال الخرطوم ولكنها تبدو أسبابا واهية حسب رأيه. الحاجة فتحية تقول أن ازمة الغاز التي ظلت تعاني منها منذ اواخر رمضان وبعد العيد زادت من معاناتهم في ظل إرتفاع اسعار فحم الوقود إذ تقول أن كيس الفحم أصبح بواقع خمسة جنيهات وعشرة جنيهات ولا يقضي حلة الملاح وانهم إضطروا لترك شرب الشاي بين الوجبات وشاي المغرب وتتساءل أين المسؤولين من هذه الازمة . وشكت رانيا أحمد من التكلفة المادية لشراء الفحم إضافة إلى صعوبة الطبخ عليه إذ اعتادوا على الغاز، وعابت فاطمة على الجهات المختصة تهاونها تجاه الخدمات المقدمة للمواطنين خاصة تلك التي يعتمدون عليها فى حياتهم اليومية. واشتكى المواطن من تعدد الشركات وانه سئم عملية الاستبدال المتكررة للاسطوانة ودفع فرق سعر في كل مرة مصحوباً بإستبدال للمنظم وهذه تكاليف إضافية بجانب ارتفاع سعر الانبوب. الامين العام لجمعية حماية المستهلك الدكتور ياسر ميرغني يقول : ان الغاز ازمة متكررة وقد أدي دخول شركات جديدة لهذه الندرة لتقليص حصص بعض الشركات وإعطائها لشركات جديدة ويري ان الحل في توحيد انبوبة الغاز وان عدم فرض هيبة الدولة في الاسواق يؤدي الي جشع واستغلال كبيرين من قبل التجار ويؤكد أن هذا التوقيت ليس موسم صيانة ويعلل الوكلاء الندرة الي السيول والامطار الاخيرة القت بظلالها علي الازمة بسبب الترحيل ويحذر ميرغني من تعدد إمتلاك انابيب الغاز في المنزل مما يجعله مخزناً «قنبلة موقوتة» قابلة للإنفجار في أي وقت. وقال ل«الصحافة» الصادق الطيب رئيس إتحاد وكلاء الغاز ان ندرة الغاز ناتجة من نقص الكميات اللازمة لتعبئة الاسطوانات وان الاستهلاك اليومي هو من 1500 طن الي 2000 طن وان 50% من هذه الكمية هو منتج محلي والباقي يتم استيراده من الخارج والكميات المستوردة غير كافية للإستهلاك نسبة لتوسع استخدامات الغاز في المصانع وغيره ويري الحل في ان يتم الاستيراد حسب حاجة الاستهلاك والتوزيع العادل والتحكم بشركات التوزيع ومراقبتها وعن ارتفاع سعر تعبئة الانبوب الذي يتراوح بين 25 الي 40 جنيها يقول ان لديهم توجيها بعدم زيادة الاسعار وبيعه بواقع 20 جنيها فقط برغم زيادة تكلفة التشغيل والترحيل. فقد بات المواطن في رحلة البحث عن الغاز يروح خماصاً ويعود خماصاً وضاع تساؤله ولم يجد الاجابة الشافية والكافية بين الجهات المسؤولة والشركات العاملة في مجال الغاز.. غير أن السلطات لا تعترف بوجود أزمة وتقول إنها مفتعلة من قبل التجار ووكلاء وموزعي الغاز بغية رفع الأسعار.