الخرطوم : خديجة عبد الرحيم: كانت العصا منذ بواكير الحراك الانساني من ادوات الدفاع كما لها مآرب اخرى كما ورد في قصة كليم الله موسى ويبدو ان المآرب الاخرى للعصا في هذه الايام هي ان تكون عنصرا مكملا لانسان الحقبة الراهنة وقد تحولت العصا من اداة دفاع الى صورة جمالية.. وتبدو عصا الخيزران في العقدين الاخيرين اكثر بروزا خاصة في الحفلات الجهادية ومن اشهر «العصي» عصاة موسى التي تحولت الى ثعبان لقف صنع السحرة ومن العصي المشهورة تلك التي امتلكها المهدي التي اشار بها لمجاهدي المهدية في الهجوم على الخرطوم وكذلك عصاة عبدالله ود جاد الله التي دخل بها الى حاكم كردفان ماكمايكل والتي اثارت ازمة انتهت بتكسير قلم الاخير وهناك عصاة طه الزاكي طمل التي استخدمها لتأديب الفيلة. كان للعصا او ما يسمى بالعكاز دلالات ومعان كثيرة ترتبط بمن يحملها مع اختلاف انواعها، وللعصا اهمية خاصة في المجتمعات البدوية وظلت ملازمة لكبار السن، ومع التطور المادي لحق العصا كثير من التطور والتفنن في صناعتها بعد ان اصبحت تعبر عن صاحبها في هندامه وذوقه كما بات يحملها الكثيرون ممن يشغلون المناصب المرموقة. وللتعرف اكثر على العصا ودلالات استخدامها تحدث «للصحافة» الحاج الخير علي محمد الذي قال ان استخدام العصا يعود للماضي البعيد حيث استخدمها العمد والمشايخ في حلهم وترحالهم وفي بعض الحقب كانت ترفع لقطع النقاش او الجدال عندما يشتد الحديث بين المتخاصمين في مجالي النظار ومازال استخدامها موجودا الى الان ولكن ليست بصورة كبيرة عما كان في السابق. ويرى محمود الزين ان العصا تمثل اهمية في حياة الانسان وكان استخدامها مرتبطا بكبار السن او الكهول الذين يستندون بها في المشي ويرى الماحي جعفر ان استخدام العصا يختلف من شخص لاخر فالبعض يستخدمها ليدافع بها عن نفسه والبعض الاخر يحملها تكملة لهندامه مثل الرؤساء والامراء والعمد وكذلك يستخدمها الرعاة ليهشون بها ماشيتهم. ويقول الاستاذ هاشم عمر ان استخدام العصا بات في الاونة الاخيرة مرتبطا بمنسوبي الحزب الحاكم وتبدو اكثر بروزا في لياليهم الجهادية. وختاما احد بائعي العصي ويدعى الامين ادم الذى اوضح ان هنالك انواعا والوانا للعصا منها ما يصنع من خشب التك بني اللون وعادة مايستخدمها اعيان المجتمع الذين يشغلون مناصب عليا وهناك عصاة الموسكو والعادي الذى يستخدمه كبار السن تحت الابط وكذلك عصا القياس التي تستخدم لقياس المسافة والاتجاهات.