المايسترو غير الكفء يجعل حياة الموسيقيين الأوركستراليين حياة بؤس وشقاء.. ومع أنَّ الأمر لا يكون بهذه الصورة في الحفلات الموسيقية الفعلية فسوف يعزفون نغمات موسيقية غير صحيحة.. أو يغفلون عن بعض الأشياء أثناء التدريبات على الأداء ليروا ان بمقدرته ان يدركها في الحال. ذات مرة أجمل فرانز شتراوس عازف النفير وأبو المؤلف الموسيقي الشهير ريتشارد شتراوس ذلك الموضوع بصورة جلية حينما قال: «أنتم يا قادة الفرق الموسيقية يا من تفاخرون بقدراتكم عندما يواجه رجل جديد الأوركسترا - فمن الطريقة التي يصعد بها على المنصة، ومن الطريقة التي يفتتح بها قطعته الموسيقية - وحتى قبل ان يتلقط عصاه - ندرك نحن الموسيقيون إذا كان هو المايسترو أم نحن». كيف بدأت هذه المهنة المحفوفة بالمخاطر؟ بدأ تولي قيادة الفرق الموسيقية بالطريقة التي نعرفها في أوائل القرن التاسع عشر.. وكان من أوائل الذين استخدموا العصا ببراعة وبصورة واضحة أمام احدى الفرق الموسيقية - المؤلف الألماني أودفيج لويس سبوهر «1784-1859م» الذي استخدم عصاه في العام 1817م، وكان هناك آخر هو المؤلف كارل ويبر «1786-1826م» وفي الحال أصبح تنفيذ الأعمال الأوركسترالية يتم بصورة أفضل. كانت العصا ثورة حقيقية حيث كان المؤلفون القدامى يتولون تقديم الأعمال عن طريق آلة تشبه البيانو «هاربسكورد» أو عن طريق بيانو، وكان عازف الكمان الأول يقود أحياناً الفرقة الموسيقية بتحريك ذراعيه بطريقة نشطة أو بقياس الوقت عن طريق أداء حركات نظامية بواسطة قوسه. مع ذلك وعلى نحو يدعو للاستغراب كانت تستخدم عصا من نوع رديء في الأزمنة القديمة.. هي عصا قصيرة أو «ورقة ملفوفة»، بينما كان في فرنسا منذ حوالى ثلاثمائة عام مضت طريقة لقياس الوقت الموسيقي على أرضية حجرة بواسطة عصا طويلة أو بواسطة عصا قصيرة على المائدة، ولكن المؤلف الفرنسي العظيم الإىطالي المولد: لولي «1639-1687م» الذي خدم في بلاط الملك لويس الرابع عشر واصل الى نهاية محزنة عندما نقر على الأرض بطريقة مزعجة حيث نفذت إحدى الضربات الشديدة بعصاه المصنوعة من الخيزران في قدم الملك.. وقد أصيب الملك بدمل في قدمه تلاه بعد ذلك غرغرينة ومات رئيس أفضل أوركسترا في أوروبا في ذلك الوقت ميتة مأسوف عليها.