اشكالات وتشوهات أحدثها التواجد الكثيف من قِبل الباحثين عن الذهب في مناطق تواجده في البلاد وحملت الأنباء مؤخراً ماتم بمنطقة ود بشار بمحلية البطانة بالقضارف خاصة من الناحية الصحية والأمنية للباحثيين وإزاء ذلك اهتمت وزارة الطاقة والتعدين بهذا الأمر وأشارت إلى إتجاهها إلى إعطاء ميزات تشجيعية للمستثمرين في مجال الذهب والمعادن المصاحبة لتجاوز التعدين العشوائي والحفاظ على البيئة وذلك بالتنسيق بين الوزارة والولايات. وتاريخياً تشير التقارير الخاصة بالذهب إلى أن السودان عرف استخراج واستغلال الذهب منذ العهد الفرعوني والتركي، وذلك على الطريقة التقليدية بمناطق نهر النيل والنيل الأزرق وشمال السودان. ويقول الدكتور بدرالدين خليل أحمد المدير العام لشركة الاستثمارات الجيولوجية والتعدين المحدودة وأستاذ الجيلوجيا الاقتصادية والتطبيقية بجامعة الخرطوم والنيلين والسودان أن تاريخ تنقيب الذهب في السودان والذي يعود إلى 3000 سنة في عهود الممالك الإسلامية والعباسية أن التعدين في ذلك الحين كان عشوائياً وأبانت تقارير اقتصادية بأن الدراسات والأبحاث الجيولوجية أثبتت وجود الذهب في مناطق عديدة تشمل جبال البحر الأحمر وجنوب النيل الأرزق وشمال السودان وشمال وجنوب كردفان وجنوب دارفور وفي مناطق متفرقة من البلاد. وأظهر التقرير أن الذهب يتمعدن في السودان في ثلاثة أنواع من الصخور وهي: صخور الشيست: وهي الناتجة من تحول الصخور البركانية والرسوبية التي ترجع إلى العصر البروتوزوي المتأخر في شكل عروق المرو بمصاحبة بعض المعادن مثل النحاس والزنك والحديد ويوجد بهذه الطريقة في شرق وشمال وجنوب السودان، وأيضاً هنالك القوسان (GOSSAN) وقد اكتشف حديثاً في منطقة الأرياب بجبال البحر الأحمر والذهب في هذه المنطقة ذو تركيزات عالية تصل في بعض الأماكن إلى 100جم/طن أما الذهب الرسوبي هذا النوع يتم استغلاله في إمتداد نهر النيل وروافده خاصة النيل الأزرق بواسطة الأهالي يستعملون في ذلك الطرق التقليدية وأيضاً الحال في شمال السودان.. وقد قامت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية في السنوات العشر الأخيرة بالتركيز على التنقيب عن الذهب بالإضافة إلى معادن أخرى إستراتيجية، وقد تم اكتشاف مواقع جديدة لتمعدن الذهب في ولايات نهر النيل والشمالية والبحر الأحمر وجبال النوبة والنيل الأزرق.. وفي ضوء المعلومات المتوفرة لدى الهيئة عن أماكن تمعدن الذهب فقد قامت بتقسيم المنطقة المحصورة بين البحر الأحمر والنيل إلى مربعات إمتياز (CONCESSION BLOCKS) والتي تبين مناطق الإمتياز التي منحت بالفعل والأخرى التي في طور المفاوضات المدير العام لشركة الاستثمارات الجيولوجية والتعدين المحدودة وأستاذ الجيولوجيا الاقتصادية والتطبيقية بجامعة الخرطوم والنيلين والسودان أبان أن التنقيب عن الذهب في السودان وصل ذروته بعد نيل الإستقلال خاصة مع ظهور شركات الاستثمار مع الشركات الأجنبية مثل الشركات الإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى شركات أخرى مثل شركة الرضا وشركة أرياب والشركة الصينية. وقال الدكتور بدرالدين أن السودان يتمتع بوجود كميات مقدرة من الذهب في ولاياته المختلفة حيث أن الإقليم الشمالي يوجد به الذهب في الصحراء النوبية وأبوصادي وصحراء بيوضة أما البحر الأحمر فيوجد الذهب في مناطق حزام أو شيب، صول حامد، سيراكويت وفي إقليم النيل الأزرق في الأنقسنا وإقليم جبال النوبة يوجد في جبل شيبون وأرير والبشيرة، أما في جنوب السودان فيوجد الذهب في منطقة كبويتا وياي وشقر الإستوائية وغربها، ودعا الدكتور إلى تنظيم حلقات تدريبية للأيدي العاملة في مجال التنقيب.