حوار: وليد كمال: خلف كل فنان ناجح فرقة موسيقية عظيمة وموسيقي اكثر عظمة ولا تذكر الاوركسترا السودانية دون الاشارة الى مجموعة من العازفين المهرة الذين ارتبطت اسماؤهم بمجموعة من الآلات الموسيقية مثل الكمان والفلوت والجيتار والطبل وغيرها.. احد هؤلاء المبدعين الموسيقار أسامة بابكرالتوم والذى ارتبط اسمه بآلة صغيرة اسمها البيكلو برع فى العزف عليها، وأسامة تعلم الموسيقى بالفطرة وصقل موهبته بالدراسة الاكاديمية بمعهد الموسيقى والمسرح وعزف لمجموعة من الفنانين الكبار منهم محمد الامين وعمل فى مجال تدريس الموسيقى بدولة الامارات العربية لسنوات طويلة هو مدون وموزع ومؤلف صدر له كتاب بعنوان "تعلم أبجديات الموسيقى" للمبتدئين والهواة وصدرت له مجموعة مقطوعات و ألبومات منها "شىء من الفرح".. البيكلو لا تمنح أسرارها إلا لمن يصبر عن آلة البيكلو يقول أسامة بابكر: «آلة البيكلو من اصعب الآلات الموسيقية واصغرها، وتعلم العزف عليها يحتاج لصبر وارادة، والشاهد على ذلك ان لائحة عازفى هذه الآلة فى السودان تضم خمسة موسيقيين أذكر منهم موسى محمد وردى وابراهيم يوسف. وسوف تظل موسيقى البيكلو متواصلة عبر الاجيال وكل جيل سوف يحافظ عليها» . صباح العيد قدمتني للجمهور السوداني وعن المقطوعة الموسيقية التى ساهمت فى تقديمه للجمهور يقول: «هناك مجموعة من الاعمال الموسيقية التى ساهمت فى تقديم تجربتى للمتلقى، لكن تظل مقطوعة "صباح العيد" من اهم تلك الاعمال التى كان لها حظ من القبول والانتشار وصدى» . الخماسى يمثل الهوية السودانية وعن السلم الخماسي يقول بيكلو: «السلم الخماسى بمثابة الهوية السودانية، ونحن نعتز به كما نعتز بالجلابية والطاقية، والسلم السودانى هو يميزنا عن الدول العربية من حولنا لما يتمتع به من نغم متداخل ما بين الافريقية الساخنة والعربية بالعمق الطبيعى لنا بوصفنا سودانيين، ولذلك يعتبر الخماسى السودانى النكهة لكل الموسيقى من حولنا، واصبح النغم السودانى هو الاضافة الحقيقية للموسيقى العربية» . الموسيقى السودانية تجد من يصغي لها وعن عدم انتشار الموسيقى والاغنية السودانية عالميا يقول: «نحن نتحمل المسؤولية، وقد تأكد لى ذلك من خلال الرحلات الفنية التى جبت فيها العالم مع مجموعة من المطربين منهم الدكتور عبد القادر سالم وصلاح بن البادية أن هناك قبولاً وتذوقاً للفن والموسيقى السودانية، وعلى الدولة أن تعمل على مساعدة الموسيقيين والفنانين على السفر والمشاركة فى المهرجانات» . التوزيع الموسيقي علم تجريب وجماليات وعن أهمية التوزيع الموسيقي يقول: «التوزيع الموسيقي من اهم ما نحتاجه، وهو ما يعرف بعلم التجريب والجماليات، وهو الذى ساعد موسيقانا الخماسية على الدخول في حيز الصوت السادس والسابع، وتلك اضافة، مع الاحتفاظ بالهوية السودانية المميزة» . الابوا والهارب من ركائز الفرقة الموسيقية وعن الآلات التى تفتقدها الأوركسترا السودانية يقول:"هناك الكثير من الآلات الموسيقية، ولكن ما نستخدمه فى السودان حتى الآن عدد محدود، وذلك قصور فى فهم الآلات المطلوبة، وما اتمناه من كلية الموسيقى أن تهتم بتدريس الآلات التى نحتاجها لتكملة الاوركسترا مثل آلة الابوا والهارب والفرنش هورن، وهذه الآلات من ركائز الاوركسترا، وعلينا ان نفعل ذلك حتى لو استعنا باساتذة من خارج السودان، وهذا رأس الرمح فى عملية التطور الموسيقى، الى جانب وجود العازفين المهرة، وبدونهم لا نستطيع التقدم الى الامام فى عالم الموسيقى المتطور» . النقد والتأليف: وعن رؤيته للنقد الموسيقي والتأليف يقول: «النقد الموسيقي من ضمن مناهج دراسة الموسيقى، ويجب على من يمارس النقد ان يكون ملماً بدراسة الموسيقى حتى يكون النقد موضوعياً، وقد اصدرت مؤلفاً بعنوان "تعلم أبجديات الموسيقى" للمبتدئين والهواة، ولا بد من الاهتمام بدراسة الموسيقى لكل من الفنان والموسيقي وحتى المتلقي، ويجب على الدولة ان تعمل على تعليم الموسيقى من خلال المناهج الدراسية بدءاً بمرحلة الاساس، والتركيز على تطوير كلية الدراما والموسيقى والاوركسترا السودانية القومية» . تجربتى تستمد ألقها من برعى واميقو وبشير عباس وعن أهم الاسماء الموسيقية التى ساهمت فى تشكيل ملامح تجربته يقول أسامة: «اعتز بكل الاساتذة الكبار، مثل الراحل برعي محمد دفع الله وجيله من رواد الموسيقى البحتة، وبشير عباس، علي مكي، علاء الدين حمزة، الراحل أميقو، الفاتح حسين وحافظ عبد الرحمن صاحب المبادرات فى مجال الموسيقى البحتة". الجنينة عاصمة الثقافة السودانية أيام لاتنسى وعن اخر مشاركاته الموسيقية يقول « على المستوى الخاص ليس لدى جديد وعلى الصعيد العام شاركت ضمن الفرقة الموسيقية للفنان محمد الامين فى ختام فعاليات الجنينة عاصمة الثقافة السودانية فى الفترة من 15- 18 سبتمبر وشاركت ايضا فهيمة وفرقة الاكروبات السودانية وفرق شعبية من الجنينة الجميلة واعتقد بان التظاهرة ساهمت فى نشر ثقافة السلام فى مناطق الصراع ».