الجبهة الديمقراطيّة لأساتذة جامعة الخرطوم حرية .... سلام ... عدالة بيان إلى أساتذة جامعة الخرطوم لتتراص الصفوف من أجل إيقاف المذابح و الخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة تترحّم الجبهة الديمقراطيّة لأساتذة جامعة الخرطوم على شهداء انتفاضة سبتمبر الذين قدّموا أرواحهم رخيصةً لتحرير الوطن من ظلم نظام الإنقاذ وجبروته. درج نظام الإنقاذ ومنذ سطوته على البلاد عبر انقلاب الجبهة الإسلامية العسكريّ المشؤوم في يونيو 1989 وعبر تحالفه مع الرأسمالية الطفيليّة على تخريب الاقتصاد الوطنيّ ومصادرة الحريات وتقسيم المجتمع السوداني وتهديد ترابطه ونسيجه الاجتماعيّ والتعايش السلميّ، وذلك بنهج سياسات اتّصفت بالعنصرية والقبلية، هادفةً لتوطيد أركان حكمه وحماية مصالح الطبقات الاجتماعية الطفيلية المتحالفة معه. إن الأزمة السياسية والاقتصادية الشاملة و المتفاقمة التي تشهدها بلادنا هذه الأيام، وما صاحبها من تدهورٍ في كافة مناحي الحياة الاقتصادية و السياسية والثقافية والتعليمية و الروحية وغيره، ما هي إلّا نتاج لتلك السياسات الرعناء وحصاد أربعة وعشرين عاماً من استبداد النظام وسياساته المعادية للجماهير والتابعة لتوجيهات صندوق النقد الدولي ومراكز الرأسمالية الاقليمية والعالمية. أن قرارات الحكومة الأخيرة ، في ما أسمته "رفع الدعم عن الوقود والمحروقات"، ما هي في الواقع إلّا جباية جديدة تضاف إلي قائمتها اللامتناهية من الجبايات والرسوم المفروضة على المواطن والتي لم يشهدها الوطن منذ الحكم التركي، يود النظام من خلالها أن يواصل إلقاء أعباء كلفة حروبه المتصلة وغير المبررة و فشله الاقتصادي و فساده المستشري و صرفه البزخي على آلته البيروقراطية والسياسية المتضخمة على المواطن البسيط. إن الصلف و الغرور الذي صاحب إعلان تلك الزيادات من قمة هرم السلطة وأركانها من وزراء وبرلمانيين ومسؤلين حزبيين وغيرهم، يكشف بكلّ وضوح العزلة المتزايدة للنظام و انفصاله عن واقع الحياة و المعاناة اليومية للمواطن وأستخفافه بالمخاطر المحيطة بالبلاد و استهزائه بقدرة جماهير الشعب السودانيّ على التصدي لصلفه و جلافته. أن رد فعل الجماهير والذي تمثل في اندلاع الهبة الشعبية العفويّة التي تشهدها بلادنا حالياً، مثًل صدمة بالغة لأركان السلطة المتجبرة وجعلها تفقد توازنها وتكشف عن وجهها الديكتاتوري الدمويّ البغيض. قد تبدّي ذلك في ردود أفعالها المرتجلة من لجوءٍ للعنف والقتل بواسطة فرق الاغتيال المحترفة و التعتيم الإعلامي، وقتل الأطفال واعتقال الآلاف من المواطنين والشباب الشرفاء المناضلين. إن تجارب الشعوب و الشعب السوداني خاصة قد بينت أن العنف المفرط لا يولد إلا العنف ويهدد السلم الاجتماعي والتعايش السلمي و هو ليس مبتغى كلّ وطني شريف يود الحفاظ على ما تبقى من عقد الوطن من الانفراط. الجبهة الديمقراطيّة لأساتذة جامعة الخرطوم تدين كلّ الإجراءات التعسفية والقمعية التي لجأ إليها النظام لإرهاب جماهير الشعب السوداني وسلب حقهم في الاحتجاج السلميّ وتكميم أفواههم وسلب طموحاتهم. وتهيب بأعضاء هيئة التدريس بجامعة الخرطوم، بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية، بالإلتحام مع مطالب شعبهم و قواه الحيّة السائرة على درب التغيير الديمقراطيّ و العمل على بلورة البدائل و السياسات الكفيلة بإخراج الوطن من خناق الأزمة المستفحلة التي تمسك بتلابيبه ومشاركتهم في تحقيق تطلعات الجماهير في الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية والحكم الراشد. عاش نضال الشعب السوداني المجد والخلود لشهداء الحرية والسلام والعدالة الجبهة الديمقراطية لأساتذة جامعة الخرطوم 30 سبتمبر 2013