نعم الكاريكاتوري ..المتمرد .. المشاكس .. , الذي وجد ليعري الزيف ..ويكتب بالريشة .. بضعة سنتيمترات ..تتفوق علي عشرات المقالات ..., المدعو عمر دفع الله فنان ..صحفي ..كاريكاتوري من أخمص قدمه حتي شعر رأسه مشحون بشتي الافكار والرؤي والخطوط المتشابكة ..والتي ينكفي ليفك شفراتها و اشتباكاتها كل صباح .. , فهو صحفي موهوب اختار ان يسير عكس اتجاه الرياح .., بعد ان رأي من هم اقل منه يسجدون - من ثقل الاوزار - حسب تعبير مظفر النواب .., أختار عمر الطريق الصعب " المشاتر " وأنضم لصفوف المتمردين و اللاجئين .. مضحيا من اجل مبادئه ومن اجل حرية شعبنا وديمقراطيته السليبة . أكثر ما يتعب السادة المسئولين خاصة " الفاسدين " في الصحافة ..هو الكاريكاتور .. , لأنه يعريهم ..ويمسح بهم الارض .. وينفد من العقاب والمحاكم مثل الشعرة من العجين كما يقول المثل .., وهو يسخر منهم ويجعلهم محل تندر وتهكم ..ويلهب ظهورهم بسياط .. تكسر هيبتهم وإدعاءاتهم الكاذبة هذه السياط هي ريشة لا أكثر .., فالقيادي الذي يريد ان يوقره ويحترمه الناس ..عليه ان يحترم الناس ويتأدب تجاههم ويحترمهم .., وأن لا تمتد يده للمال الحرام .., وان يخلص في عمله .. ويكافح من اجل تقدم بلاده .. , وإلا فإن عمر دفع الله وأمثاله من الشباب المتمرد لا عذر لهم ..ولا غبار عليهم ان كالوا لهم بهذا السلاح الفتاك الذي يفقدهم هيبتهم ووقارهم المزيف .. وكلهم يطالبنا في الصحافة ان نساعدهم في ان يكف هذا او ذاك من الكاريكاتوريين : " ياخي كلم زولكم ده يخف علي الراجل شوية " ؟...... أما عمر دفع الله .. " ما عندو حل " أو .." ما عندوش يمه ارحميني " كما يقول التعبير المصري .. لا شيء يقيده .." مطلوق في النت .. وماعندو سيد .. , أو هو أسد هصور .. ينقض علي فريسته ولا يتركها إلا عظاما نخره بفرشاته الذهب ..وضميره اليقظ .. وعشقه للسودان وللحرية ..والديمقراطية السليبة .. ,والذين يرون ان عمر " زودها حبتين " في الفترة الاخيرة يتجاهلون ان السادة الانقاذيون تجاوزوا كل الخطوط الحمراء , وصاروا لا يتورعون في الاساءة ..ليس للمعارضة .. , إنما حتي للشعب السوداني : البشير : " شوية شذاذ آفاق " ..أو " يمشوا يغتسلوا في البحر " أو " ديل ما بتنفع معاهم إلا العصاية " . غازي العتباني : " الشعب السوداني نسناس ". أمين حسن عمر : " الشعب السوداني اعتاد ان يأخذ أكثر من حقه ". هذا ..ناهيك عن سيل البذاءات التي يرسلها " ابو لسان زفر والذي يحتاج لغسله بالديتول والفنيك وليفة السلك والصودا الكاوية والدي دي تي والبف باف وموية النار .. ذاك الذي اطلق عليه شباب الاسفير " ابوالعفين ".. هل هؤلاءعمر دفع الله تحية وأحتراما . رجال دولة ؟ فكيف يطالبون عمر دفع الله ان يحني ريشته ويقبل بأنصاف الحلول .., وعمر دفع الله صحفي جاد وملتزم تجاه قضايا شعبه ولا يعرف الميوعة والدهنسه والمماحكه والنفاق و " مشي حالك ".., وأمثاله يدفعون ..بل ودفعوا الكثير من أجل مواقفهم والتزامهم الوطني . فن الكاريكاتور من أصعب فنون الصحافة , فهو يحتاج لمقدرات متعددة منها مقدرات الصحفي المتابع للاحداث والأخبار و النشط المحلل بالإضافة لملكات الفنان الرسام ذو الحس الكوميدي ..الساخر , وفوق كل هذا فهو مطلوب منه الاختصار والاختزال ..وصناعة النكته بمغزاها ومعناها السياسي والاجتماعي .. ومن بعد , فإن عمر يعد مكسبا للصحافة السودانية في وقت قل فيه الانتماء لهذا الضرب من الفنون الصحفية بفعل إستمرار سياسات الدولة التسلطية التي يعبث مراقبوها بعد منتصف الليل في الصحف ولا يتركون لها طعم ولا رائحة .. وأكثرما يقلق مضاجعها الكاريكاتور ..وكلمة الحق . وإن كان من ملاحظة لأخي وزميلي العزيز فإنني أهمس له : " إنه لاتوجد في هذا العالم الموبوء بالجواسيس والعسس حرية مطلقة ولذا ادعوه الالتزام بالضوابط المهنية .. فمواقفنا الخاصة شيء .. , وما تتطلبة الصحافة شيء آخر.., و كثيرا ما يخرج عن رغباتنا وأمانينا .., ويظل طريق الحرية طويل , كما هو طريق التحرير طويل وشاق .