يبدو أن الارتباط غير المألوف في كرة القدم بين مصر ومدربها الأمريكي بوب برادلي اقترب من نهايته بعد هزيمة مذلة أمام غانا في تصفيات كأس العالم أمس الثلاثاء. ولم تكن الهزيمة 6-1 في كوماسي في جولة الذهاب بالدور الأخير في التصفيات الافريقية قياسية فحسب لكنها جعلت مصر تواجه حقيقة اخفاق جديد ومؤلم في التصفيات. وقال برادلي عقب المباراة التي جاءت من طرف واحد مشيرا إلى الاضطرابات التي عانت منها مصر منذ بداية 2011 "حلم التأهل إلى كأس العالم هو ما أبقى فريقنا متحدا في هذين العامين." وأضاف "لكننا شاهدنا هذا الحلم وهو يصبح شبه مستحيل. أقول شبه مستحيل لأن الموقف الذي وضعنا فيه أنفسنا صعب جدا. ندرك ذلك ونشعر به." ويرتبط عقد برادلي بانتهاء تصفيات كأس العالم لكن تقارير إعلامية مصرية تكهنت اليوم الأربعاء بإمكانية رحيل برادلي بسرعة حتى رغم أن مباراة الإياب ستقام في القاهرة في 19 نوفمبر تشرين الثاني المقبل. ولم يكن تعيين مدرب أمريكي لأكثر منتخب عربي نجاحا أمرا مألوفا واشار إلى رغبة مصر الشديدة في ايجاد حل لمتاعبها في الوصول إلى كأس العالم. ورغم سيطرتها على الكرة الافريقية على مستوى الأندية والمنتخبات إلا ان مصر أخفقت في الوصول إلى كأس العالم منذ نهائيات إيطاليا 1990. وفازت مصر منذ ذلك الوقت بكأس افريقيا أربع مرات. واستعان الاتحاد المصري لكرة القدم بطرق تقليدية في بحثه عن الحل وعين خلال عقود مدربين محليين بارزين واخرين من اوروبا لقيادة مساعي المنتخب للوصول إلى كأس العالم. لكن التعاقد مع برادلي مثل طريقة غير تقليدية. وقاد برادلي منتخب الولاياتالمتحدة في نهائيات كأس العالم 2010 لكنه ترك انطباعا لدى مصر قبل ذلك بعام واحد عندما قاد فريقه الأمريكي للفوز على المصريين 3-صفر لينتزع بطاقة التأهل للدور قبل النهائي في كأس القارات من إيطاليا بطلة العالم في ذلك الوقت. ووافق برادلي على تدريب مصر في 2011 وهو اختيار أثار الدهشة لكن ظروف عمل المدرب الأمريكي تغيرت بشدة بعد ذلك بخمسة أشهر فقط عندما ألغيت مسابقة الدوري المحلي عقب كارثة استاد بورسعيد حيث قتل أكثر من 70 مشجعا. وعانت الكرة المصرية بعد ذلك بسبب الصراع السياسي وتأخير انطلاق الدوري لفترة طويلة ثم إلغاء الدوري مرة اخرى في يونيو حزيران الماضي بعد عزل الرئيس محمد مرسي. ورغم الاضطرابات كان منتخب مصر الفريق الوحيد الذي حقق الفوز بجميع مبارياته الست في دور المجموعات بالتصفيات الافريقية. ونجح برادلي أيضا في ادخال بعض المواهب الجديدة الرائعة إلى الفريق الذي تقدمت أعمار بعض لاعبيه ونال الاحترام لبقائه في القاهرة حتى في الأوقات الأكثر اضطرابا. لكن عمل المدرب الأمريكي سوف ينتهي سواء في الأيام القادمة أو بعد مباراة الإياب وسيرحل هذه المرة عن مصر التي سوف تركز على نهائيات 2018.