الشهيدة سارة عبد الباقي (29 عاما) .. حازت على درجة الدبلوم العالي قبل أيام فقط من استشهادها.. شقيقتها الاستاذة إيمان عبد الباقي تروي تفاصيل حادثة استشهادها: تقول إيمان إنها هي وشقيقتها كانتا بمنزلهما بالدروشاب يوم 25 سبتمبر/ أيلول أي ثاني أيام الاحتجاجات، وسمعا أن ابن خالهما "صهيب" (15 عاما) أصيب بطلق ناري، فهرعتا إلى بيت خالهما القريب ليأتي الخبر بأنه قتل وهناك اجتمع حشد كبير من الأهل والجيران وأصدقاء الفتى. وتابعت أنه "كان هناك هياج وغضب وحدث إطلاق رصاص ففر الناس، وفجأة التفتت إلى سارة التي كانت بجانبها مباشرة وإذا بها سقطت على الأرض وهي جالسة، فظنت أنها تعثرت وسألتها "ما بك فنظرت إلي ولم ترد رأيت الدم ينزف منها بغزارة ليجري نقلها بعد ذلك إلى داخل البيت ثم عبر الشوارع المغلقة إلى مستشفى قريب لا يوجد فيه طبيب جراح". وحتم الأمر نقلها إلى مستشفى آخر -تواصل إيمان- ولكن لا توجد سيارات، الشوارع مغلقة، حمل شبان الفتاة ببطانية إلى الشارع الرئيسي فتوقفت لهم سيارة شرطة أقلتها إلى المستشفى. كانت الدقائق تمر بطيئة كما تقول إيمان رغم أن سيارة الشرطة كانت تصدر إشارات لفتح الطريق، لكن سارة كانت تذرف دماء كثيرة وبدأت تشعر بضيق كبير في التنفس. وأُدخلت مباشرة إلى غرفة العمليات في المستشفى ولكنها ما لبثت أن فارقت الحياة. وعلى الفور فتح بلاغ في أقرب مركز للشرطة حول الحادثة وملابساتها وكتب في المحضر في البداية أنها توفيت "في ظروف غامضة" قبل تحويل الأمر إلى قتل بالرصاص بعد مطالبة الأسرة بذلك، وقالت عائلة سارة إن بحوزتها عددا من الشهود أكدوا رؤية الشخص الذي أطلق الرصاص وهم مستعدون للإدلاء بشهاداتهم.