صدر عن دار ( أوراق) – القاهرة في خمسة وسبعين صفحة من القطع المتوسط ديوان " في شارع من دون لافتة" للشاعر أسامة علي أحمد, وحمل الغلاف الذي صممه الأريتيري أول خير عطا لوحة للتشكيلية السودانية منى الشوربجي. ويحاول الشاعر الاقتراب من قضايا جيله معبراً عنها في لغة قريبة دانية القطوف , منوعاً بين العاطفي والوطني عبر اثني عشر نصاً مختلفاً, وتجلى الوطن في قصيدة " الأطلس المنسوخ" التي تناولت انفصال الجنوب بطريقة فيها كثير من الجدة والموضوعية .. ومن "الأطلس المنسوخ" اخترنا هذا المقطع : والآنَ أنْكَرْنَا الخريطةَ لم تَعُدْ تكفيِ محاولةٌ لنرسمها فكَمْ نحتاجُ من حبرٍ ومن ورقٍ لنتقنَ رسمها ونعيدَ تعليمَ الصغارِ حدودَها ونوجّه الدنيا إلى سَهْمٍ سوى سهمِ الشمالْ *** هذي هي الآن الخريطةُ بقعةٌ في خاطرِ الصفحاتِ سوءُ بشارةٍ مهما توارينا بها من أعين التاريخِ تفضّحنا أنمسِكُها على هونٍ ومسكنةٍ أنَقْبَلُ نصفها أم نكتفي بالدمعِ ثم ندسَّها في غيهبِ الزمنِ القديمِ وفي الترابْ ويقول الشاعر في جزء من قصيدة " في شارع من دون لافتة " التي حمل الديوان عنوانها : هذي قصورُ الشِّعرِ شيءٌ بين أطرافِ الوسادةِ والنعاسِ لحيظةٌ نشوى تخيطُ الريشَ ثوباً لي وتطلقني حنيناً في مجراتِ السماعِ تعيدني صوتاً ملوكيّاً وترسمني على جُدر الوسامَهْ *** وقد أعودُ فأرسم الأشجارَ ظلاً للحمائمِ لستُ أملكُ غَيرَ هذي الصفحةِ البيضاءِ والقلمِ النديمِ ودفقةِ الحلمِ التي انْكَسَرَتْ على شطِّ الحقيقةِ كم جَنَحْتُ غسَلْتُ وجهي بالغناءِ وكم صَدَقْتُ زحمتُ ليلي بالجنونِ وبالظنونِ وبالكتابةِ والرتابةِ والكآبةِ والسآمَهْ *** بيتي قديمٌ عندَ شطِّ النيلِ في وهمِ الخريطةِ ربّما في شارعٍ مِنْ دونِ لافتةٍ ومكتوبٌ على جدرانه بالفحمِ -عفواً ربما انْدَثَرَتْ- أُساَمَهْ يذكر أن هذه ثالت إصدارات الشاعر بعد " صحراء الورقة " و"اجتراح الكتابة"