مسلسل ملكة جانسي والذي يعرض على قناة زي الوان هذه الأيام ويتابعها جميع الشعب السوداني صغيراً وكبيراً شيباً وشباباً وفتيات، كان من المفترض أن يربي خاصة في الأطفال والشباب حب الوطن والعمل على توحيد القبائل للوقوف صفاً واحداً ضد أعداء الوطن. ولكن وللأسف ورغم ما تبذله ملكة جانسي من تضحيات جسام من أجل وطنه ووحدته واستقراره واستقلاله من قيود الأجانب والعمل على إخراجهم منه، إلا أن جميع المشاهدين من صغار وكبار لا ينظرون للمسلسل والذي يعتبر تاريخي من هذا المنطلق، ولكن ينظر له من ناحية إعجاب بشجاعة ملكة جانسي التي لا تخاف من الإنجليز، وتقوم بإرهابهم كما يعمل هؤلاء الإنجليز على تفريق القبائل من بعض بزرع الفتن بينهم وهذا ما يحدث حتى الآن؟ وبدلا عن يحبب المسلسل مشاهديه في حب الوطن والتضحية من أجله أصبح الاطفال يميلون للعنف ويقومون باستخدام أنواع من الأسلحة التي يستعملها جيش ملكة جانسي ضد الإنجليز لإخراجهم من بلادها رغم أن الإنجليز يستخدمون الأسلحة النارية في مواجهة الأسلحة البيضاء إلا أن النصر في كثير من الأحيان يكون للأخيرة لوجود الإصرار وحب الوطن. وفي ختام الحلقات الأخيرة المقررة هذه الايام نرجو أن ينظر مشاهدي مسلسل ملكة جانسي للوجه الآخر لهذا المسلسل وهو حب الوطن والتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجله ، ولا نكون مثل الاطفال نشاهده لنرى هل ستهزم الإنجليز أم سيهزمونها واتعلموا منها ولو القليل.. وعليهم أن يشرحوا للاطفال الذين يركزون على صنع السهام والنشاب والسيوف والمبارزة بها أن هذا المسلسل حقيقي ويحكى عن امرأة رفضت الإستعمار لبلادها وعملت من أجل تحريره من الأجانب. الوطن