في حفل أماسي الخرطوم الذي تقيمه وزارة الثقافة بمتحف السودان القومي احتفالاً بمهرجان الموسيقى الرابع.. كانت ليلة المطربة نانسي عجاج مثيرة للعديد من الملاحظات النقدية. لقد كان العرض الموسيقي والحضور المسرحي للمطربة الشابة شديد الابهار وذلك أمر متعلق بكاريزما نانسي بوصفها نجمة جماهيرية عظيمة السحر الفني، حيث ان حضورها فوق خشبة المسرح هو حضور قوي من الناحية الفنية، فهي ذات طلة مبهرة. وربما يرجع هذا للصورة الجمالية والمضمونية التي منحتها وسائل الاعلام الحديثة لا سيما الفضائيات التلفزيونية وشاشات السينما لما يعرف بثقافة الصورة. وقد نجحت مدينة السينما الأمريكية في لوس انجلوس (هوليود) في صناعة النجم من النساء والرجال وبذا صنعت هذه الوسائل الاعلامية اساطير فنية بناء على مواصفات جمالية وفكرية محددة الخطوط والملامح. وهكذا تربعت كل من ريتاهيواث ومارلين مونرو وبرجريت باردو على عروش الجمال الانثوي من خلال العروض السينمائية والمسرحية. وفي فن الغناء حلق نجوم الطرب عالمياً ووصل صوت المطرب الامريكي فرانك سناترا الى القمر مع رواد الفضاء الاوائل. ولمع في كل سماوات العالم نجم المطرب مايكل جاكسون.. وبذات التقنية البارعة في صناعة الاساطير كان تألق نجم المطربة السودانية الشابة نانسي عجاج. ومن هنا كان تعلق الجمهور السوداني الذي ينتمي الى الطبقة الوسطى من النخب ومن المستنيرين الذين ينتمون الى تيارات الثقافة المحدثة.. بالنجمة الشابة التي أصبحت رمزاً للمضامين الحديثة الفكرية والجمالية. كان ترديد الجماهير لمقاطع من اغنيات نانسي.. يمثل ما قاله رولان بارت في هسهسة اللغة، فهو يقول.. (ان الهسهسة هي الصوت الدال على حسن سير الشيء) ان صوت الجماهيرالمردد للأغنية خلف مطربته المحبوبة هو أشبه بهذه الهسهسة.. فالهسهسة هي الصخب نفسه للطرب الجماعي.. ولهذا فللهسهسة صوت واحد وقوى.
