يبدو ان احتياجات المنزل والأبناء والضائقة الاقتصادية وانعدام لغة الحوار بين الزوجين.. صارت عللاً واسباباً لهروب الزوج من البيت وادمانه للجلوس أمام الفضائيات أو جهاز الكمبيوتر، فقد أصبحت تلك الوسائل (ضرة) خطيرة لكل زوجة فالزوج يأتي من عمله ليرتمي في احضان (الشات).. فتجده يخلق حواراً مع شخص عبر الماسنجر أو الفيس بوك دون ان يمل من الحديث المنساب عبر الاسلاك.. في الوقت الذي تغلى فيه الزوجة وتشعر انها في ذيل الاهتمامات وهي ترى ان حياتها اقتحمتها (ضرة) لا تعرف لها سبيلاً للخلاص. (س، ع) موظفة تقول إن حياتها الزوجية اصابها الملل والفتور بعد انشغال الزوج بجهاز اللابتوب طوال الوقت وفي اوقات هي احوج فيها للفضفضة.. لأنه انيسها الوحيد في المنزل ذي الجدران الصامتة كما وصفتها.. «س» حاولت ان تنتزع منه لحظات انس تلملم بها شتات الأسرة الضائع بين العمل وجهاز الكمبيوتر ولكن دون فائدة لأنه دائماً يتعلل بأنه يحاول انهاء عمل متراكم وهكذا يستمر الحال. أما فاطمة - ربة منزل - حكت معاناتها مع ضرات العصر فزوجها فور وصوله من عمله يجلس أمام التلفاز ومن قناة رياضية إلى اخرى يتجول بحثاً عن مباراة حتى يمضي الوقت ويستلقى على الوسادة منهكاً من العمل والمشاهدة. تقول فاطمة إنها حاولت ان تشاركه اهتمامه لكنها لم تستطع لانها لا تفهم في الكورة أي ان ميولها غير رياضية. زوجات كثيرات يصرخن بصوت عالٍ انهن في سلة المهملات بسبب (ضرات) التكنولوجيا اذاً ما هو السبب وراء هذه الظاهرة؟. يرى علماء النفس بأن الرجال عامة يفضلون الاختلاء بانفسهم ويعشقون النشاط الفردي بعكس النساء تجدهن دائماً أكثر ميلاً للصحبة والتقارب والمحادثات، فجهاز الكمبيوتر له فوائد عديدة، كما أنه يفتح قلبه ويمد ذراعيه للزوج دون مشاكسة مما يزيد من التصاق الزوج. هذه الممارسات تشعر الزوجة بالغيرة.. والاحساس بانها لم تعد مرغوبة أو مقبولة ومن هنا اطلقت الزوجة كلمة (ضرة) على جهاز الكمبيوتر والنت. وتشير الدراسات الى انه كلما زادت ساعات المشاهدة انخفض معدل الحديث والنقاش والزيارات والمكالمات الهاتفية وهذا بدوره يؤثر على التكوين النفسي والجسمي للفرد ويقترن بالعديد من مظاهر الصحة النفسية والجسدية. ويؤكد د. عبد الرحمن عبد الله اختصاصي الطب النفسي ان تعلق الرجال بالانترنت وبرامج الدردشة لساعات طويلة يسبب الكثير من الأمراض النفسية مثل الانطواء والعزلة والنسيان وهذه الأمراض تصيب الجنسين بداية من سن (20) وضحاياه ليسوا بالمئات وانما بالملايين وفي جميع انحاء العالم، ويضيف ان من آثارها السالبة تقليل الاحساس الأسري والمعايشة الى جانب فقدان الدفء والتجمع لاكتساب الخبرة من رب الأسرة، لذا لا بد من اكتساب قدراتنا من الارتباط العائلي وليس من جهاز الارسال. الخرطوم: منال حسين